تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٠٨
كثير وغيره: " طيف ".
قال أبو علي الطائف كالخاطر، والطيف كالخطرة، وقوله: (تذكروا): إشارة إلى الاستعاذة المأمور بها، وإلى ما لله عز وجل من الأوامر والنواهي في النازلة التي يقع تعرض الشيطان فيها، وقرأ ابن الزبير: " من الشيطان تأملوا فإذا هم "، وفي مصحف أبي بن كعب " إذا طاف من الشيطان طائف تأملوا "، وقوله: (مبصرون): من البصيرة، أي: فإذا هم قد تبينوا الحق، ومالوا إليه، والضمير في (إخوانهم)، عائد على الشياطين، وفي (يمدونهم) عائد على الكفار، وهم المراد ب‍ " الإخوان "، هذا قول الجمهور.
قال * ع *: وقرأ جميع السبعة غير نافع: " يمدونهم "، من مددت، وقرأ نافع:
" يمدونهم "، من أمددت.
قال الجمهور: هما بمعنى واحد، إلا أن المستعمل في المحبوب " أمد "، والمستعمل في المكروه " مد "، فقراءة الجماعة جارية على المنهاج المستعمل، وقراءة نافع هي مقيدة بقوله: (في الغي)، كما يجوز أن تقيد البشارة، فتقول: بشرته بشر ومد الشياطين للكفرة، أي: ومن نحا نحوهم: هو بالتزيين لهم، والإغواء المتتابع، وقوله: (ثم لا يقصرون)، من أقصر، والضمير عائد على الجميع، أي: هؤلاء لا يقصرون عن الإغواء، وهؤلاء لا يقصرون في الطاعة للشياطين.
وقوله سبحانه: (وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها)، سببها فيما روي أن الوحي
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة