تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٩٣
موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمتي هذه أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا، الفتن، والزلازل، والقتل " اه‍، وقد ذكرنا هذا الحديث أيضا عن غير أبي داود، وهذا الحديث ليس هو على عمومه في جميع الأمة، لثبوت نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة. اه‍.
وقوله: (تأمرون بالمعروف)، وما بعده: أحوال في موضع نصب.
وفي الحديث: " خير الناس أتقاهم لله، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم "، رواه البغوي في " منتخبه ". اه‍ من " الكوكب الدري ".
وقوله سبحانه: (منهم المؤمنون): تنبيه على حال عبد الله بن سلام وأخيه، وثعلبة بن سعية، وغيرهم ممن آمن.
وقوله تعالى: (لن يضروكم إلا أذى)، أي: إلا أذى بالألسنة فقط، وأخبر سبحانه في قوله: (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار)، بخبر غيب، صححه الوجود، فهي من آيات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفائدة الخبر هي في قوله: (ثم لا ينصرون)، أي: لا تكون حرب اليهود معكم سجالا، وخص الأدبار بالذكر دون الظهر، تخسيسا للفار، وهكذا هو حيث تصرف.
وقوله تعالى: (ضربت): معناه: أثبتت بشدة وإلزام، وهذا وصف حال تقررت على اليهود في أقطار الأرض قبل مجيء الإسلام، وثقفوا: معناه أخذوا بحال المذنب المستحق الإهلاك، وقوله: (إلا بحبل من الله) في الكلام محذوف يدركه فهم السامع، تقديره: فلا نجاة لهم من القتل أو الاستئصال إلا بحبل، وهو العهد.
وقوله: (ذلك) إشارة إلى الغضب، وضرب الذلة والمسكنة، وباقي الآية تقدم تفسير نظيره.
(* ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة