تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٥٩
كتابكم، قال هذا المعنى قتادة وغيره.
ويحتمل أن يريد بالآيات ما ظهر على يده صلى الله عليه وسلم من المعجزات.
قلت: ويحتمل الجميع من الآيات المتلوة والمعجزات التي شاهدوها منه صلى الله عليه وسلم.
وقال * ص *: (وأنتم تشهدون): جملة حالية، ومفعول " تشهدون ": محذوف، أي: أنها آيات الله، أو ما يدل على صحتها من كتابكم، أو بمثلها من آيات الأنبياء. اه‍.
وقوله: (لم تلبسون): معناه: تخلطون: تقول: لبست الأمر، بفتح الباء: بمعنى خلطته، ومنه قوله تعالى: (وللبسنا عليهم ما يلبسون) [الأنعام: 9].
وفي قوله: (وأنتم تعلمون) توقيف على العناد ظاهر.
وباقي الآية تقدم بيانه في " سورة البقرة ".
(وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون (72) ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم (73) يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (74)) وقوله تعالى: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار...) الآية / أخبر الله سبحانه في هذه الآية أن طائفة من اليهود من أحبارهم ذهبت إلى خديعة المسلمين بهذا المنزع، قال قتادة وغيره: قال بعض الأحبار: لنظهر الإيمان بمحمد صدر النهار ثم لنكفر به آخر النهار، فسيقول المسلمون عند ذلك: ما بال هؤلاء كانوا معنا ثم انصرفوا عنا، ما ذاك إلا لأنهم انكشفت لهم حقيقة في الأمر، فيشكون، ولعلهم يرجعون عن الإيمان بمحمد، قال الإمام الفخر: وفي إخبار الله تعالى عن تواطئهم على هذه الحيلة من الفائدة وجوه:
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة