الاعتراض الذي هو: (قل إن الهدى هدى الله)، فإنه لا يختلف، أنه من قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، قال: فلا يجوز مع الاستفهام أن يحمل: " آن يؤتى " على ما قبله من الفعل، لأن الاستفهام قاطع، فيجوز أن تكون " أن " في موضع رفع بالابتداء، وخبره محذوف، تقديره:
تصدقون أو تعترفون أو تذكرونه لغيركم، ونحو هذا مما يدل عليه الكلام.
قال * ع *: ويكون " يحاجوكم "، على هذا معطوفا على: " أن يؤتى ". قال أبو علي: ويجوز أن يكون موضع " أن " نصبا، فيكون المعنى: أتشيعون أو تذكرون أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، ويكون ذلك بمعنى قوله تعالى عنهم: (أتحدثونهم بما فتح الله عليكم) [البقرة: 67]، فعلى كلا الوجهين / معنى الآية توبيخ من الأحبار للأتباع على تصديقهم بأن محمد صلى الله عليه وسلم نبي مبعوث.
قال * ع *: ويكون قوله تعالى: (أو يحاجوكم) في تأويل نصب " أن " بمعنى:
أو تريدون أن يحاجوكم.
وقال السدي وغيره: الكلام كله من قوله: (قل إن الهدى هدى الله) إلى آخر الآية: هو مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، أن يقوله لأمته.
وحكى الزجاج وغيره: أن المعنى: قل إن الهدى هو هذا الهدى، لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم.
ومعنى الآية على قول السدي: أي: لم يعط أحد مثل حظكم، وإلا فليحاجكم من أدعى سوى ذلك، أو يكون المعنى: أو يحاجونكم، على معنى الازدراء باليهود، كأنه قال:
أو هل لهم أن يحاجوكم، أو يخاصموكم فيما وهبكم الله، وفضلكم به، وقال قتادة والربيع: الكلام كله من قوله: (قل إن الهدى هدى الله) إلى آخر الآية هو مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله للطائفة.