تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٥٨
(ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون (69) يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون (70) يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون (71)) وقوله تعالى: (ودت فإن طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم)، قال مكي: قيل: إن هذه الآية عني بها قريظة، والنضير، وبنو قينقاع، ونصارى نجران.
* ص *: قوله تعالى: (ودت طائفة): ود: بمعنى تمنى، ويستعمل معها: " أن "، ولو "، وربما جمع بينهما نحو: " وددت أن لو فعل "، ومصدره الودادة، والاسم منه الود، وبمعنى: أحب، فيتعدى كتعدي أحب، ومصدره: مودة، والاسم منه ود، وقد يتداخلان في الاسم والمصدر اه‍.
وقوله تعالى: (وما يضلون إلا أنفسهم): إعلام بأن سوء فعلهم عائد عليهم، وأنهم ببعدهم عن الإسلام هم الضالون، ثم أعلم تعالى، أنهم لا يشعرون بذلك، أي: لا يتفطنون، ثم وقفهم تعالى موبخا لهم على لسان نبيه، والمعنى: قل لهم، يا محمد: لأي سبب تكفرون بآيات الله التي هي آيات القرآن، وأنتم تشهدون، أن أمره وصفة محمد في
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة