تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٥٧
وغيره: اجتمعت نصارى نجران، وأحبار يهود عند النبي صلى الله عليه وسلم، فتنازعوا عنده، فقالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديا، وقالت النصارى: ما كان إبراهيم إلا نصرانيا /، فأنزل الله الآية. ومعنى قوله تعالى: (فيما لكم به علم)، أي: على زعمكم، وفسر الطبري هذا الموضع، بأنه فيما لهم به علم من جهة كتبهم، وأنبيائهم مما أيقنوه، وثبتت عندهم صحته، قال * ع *: وذهب عنه (رحمه الله)، أن ما كان هكذا، فلا يحتاج معهم فيه إلى محاجة، لأنهم يجدونه عند محمد صلى الله عليه وسلم، كما كان هناك على حقيقته. قلت: وما قاله الطبري أبين، وهو ظاهر الآية، ومن المعلوم أن أكثر احتجاجاتهم إنما كانت تعسفا، وجحدا للحق.
وقوله تعالى: (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا...) الآية: أخبر الله تعالى في هذه الآية عن حقيقة أمر إبراهيم - عليه السلام -، ونفى عنه اليهودية والنصرانية، والإشراك، ثم أخبر تعالى إخبارا مؤكدا أن أولى الناس بإبراهيم هم القوم الذين اتبعوه، فيدخل في ذلك كل من اتبع الحنيفية في الفترات، و (هذا النبي): يعني: محمدا صلى الله عليه وسلم، لأنه بعث بالحنيفية السمحة، و (الذين آمنوا): يعني: بمحمد صلى الله عليه وسلم، وسائر الأنبياء، على ما يجب ثم أخبر سبحانه، أنه ولي المؤمنين، وعدا منه لهم بالنصر في الدنيا والنعيم في الآخرة، روى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " لكل نبي ولاة من النبيين، وإن وليي منهم أبي وخليل ربي إبراهيم "، ثم قرأ: (إن أولى الناس بإبراهيم...) الآية.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة