تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٦
إذا لمن الظالمين): تبر في صيغة الاستعظام والاستقباح للظلم.
وقوله تعالى: (ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم...) الآية: الإشارة ب‍ " ذلك " هي إلى جميع ما حد قبل، من حبس الشاهدين من بعد الصلاة لليمين، ثم إن عثر على جورهما، ردت اليمين، وغرما، فذلك كله أقرب إلى اعتدال هذا الصنف فيما عسى أن ينزل من النوازل، لأنهم يخافون الفضيحة، ورد اليمين، هذا قول ابن عباس، وجمع الضمير في (يأتوا) و (يخافوا)، إذ المراد صنف ونوع من الناس، والمعنى: ذلك الحكم كله أقرب إلى أن يأتوا، وأقرب إلى أن يخافوا، وباقي الآية بين.
(* يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب (109) إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمة والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين (110) وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون (111)) وقوله تعالى: (يوم يجمع الله الرسل)، ذهب قوم إلى أن العامل في (يوم): ما تقدم من قوله تعالى: (لا يهدى)، وذلك ضعيف، ورصف الآية وبراعتها إنما هو أن يكون هذا الكلام مستأنفا، والعامل مقدر، إما " أذكر "، أو: " تذكروا "، أو " احذروا "، ونحو هذا مما حسن اختصاره، لعلم السامع به، والإشارة بهذا اليوم إلى يوم القيامة، وخص الرسل بالذكر، لأنهم قادة الخلق، وهم المكلمون أولا، و (ماذا أجبتم): معناه: ماذا أجابتكم الأمم، وهذا السؤال للرسل إنما هو لتقوم الحجة على الأمم، واختلف الناس في معنى قولهم - عليهم السلام -: (لا علم لنا): قال الطبري: ذهلوا عن الجواب، لهول المطلع، وقاله الحسن، وعن مجاهد، أنه قال: يفزعون، فيقولون: لا علم لنا، وضعف بعض الناس هذا المنزع، بقوله تعالى: / (لا يحزنهم الفزع الأكبر)
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة