تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٥
يقف على الهاء من: " شهادة " بالسكون، ثم يقطع الألف المكتوبة من غير مد، كما تقدم، وروي عنه كان يقرأ: / " آلله " - بمد ألف الاستفهام في الوجهين -، أعني: بسكون الهاء من " شهادة "، وتحريكها منونة منصوبة، ورويت هذه التي هي تنوين " شهادة "، ومد ألف الاستفهام بعد عن علي بن أبي طالب، قال أبو الفتح: إنما تسكن هاء " شهادة " في الوقف عليها.
وقوله سبحانه: (فإن عثر): استعارة لما يوقع على علمه بعد خفائه، و (استحقا إثما): معناه: استوجباه من الله، وكانا أهلا له، لأنهما ظلما وخانا.
وقوله تعالى: (فآخران)، أي: إذا عثر على خيانتهما، فالأوليان باليمين وإقامة القضية: آخران من القوم الذين هم ولاة الميت، واستحق عليهم حظهم، أو نصيبهم، أو مالهم، أو ما شئت من هذه التقديرات، وقرأ نافع وغيره: " استحق " - مضمومة التاء -، " والأوليان "، على تثنية الأولى، وروي عن ابن كثير: " استحق " - بفتح التاء -، وكذلك روي حفص عن عاصم.
وفي قوله: (استحق): استعارة، لأنه لا وجه لهذا الاستحقاق إلا الغلبة على الحال بحكم انفراد هذا الميت وعدمه لقرابته أو لأهل دينه، فاستحق هنا كما تقول لظالم يظلمك:
" هذا قد استحق علي مالي أو منزلي بظلمه "، فتشبهه لأنه بالمستحق حقيقة، إذ تصور تصوره، وتملك تملكه، هكذا هي " استحق " في الآية على كل حال، وإن أسندت إلى النصيب ونحوه.
وقرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر: " أستحق " - بضم التاء -، " الأولين ": على جمع أول، ومعناها: من القوم الذين استحق عليهم أمرهم، إذ غلبوا عليه، ثم وصفهم بأنهم أولون، أي: في الذكر في هذه الآية، وذلك في قوله: (اثنان ذوا عدل منكم)، ثم بعد ذلك قال: (أو آخران من غيركم)، وقوله: (فيقسمان)، يعني: الآخرين اللذين يقومان مقام شاهدي الزور، وقولهما: (لشهادتنا)، أي: لما أخبرنا نحن به، وذكرناه من نص القصة - أحق مما ذكراه أولا وحرفاه، (وما اعتدينا)، في قولنا هذا، وقولهما: (إنا
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة