بالمدينة، فاختلف المؤمنون فيهم، فقالت فرقة: نخرج إليهم، فإنهم منافقون، وقالت فرقة: بل هم مؤمنون، لا سبيل لنا إليهم، فنزلت الآية، وعن مجاهد نحوه.
قال * ع *: ويعضده ما في آخر الآية من قوله تعالى: (حتى يهاجروا)، وقال زيد بن ثابت: نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه المنافقين الذين رجعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وهم في " صحيح البخاري " مسندا، قال ابن العربي في " أحكامه "، وهذا القول هو اختيار البخاري والترمذي. انتهى.
قال * ع *: وعلى هذا، فقوله سبحانه: (حتى يهاجروا) المراد هجر ما نهى الله عنه، كما قال - عليه السلام -: " والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه "، و (فئتين):
معناه: فرقتين، / و (أركسهم): معناه: أرجعهم في كفرهم وضلالهم، والركس:
الرجيع، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الروثة: " إنها ركس "، وحكى النضر بن شميل والكسائي:
ركس وأركس بمعنى واحد، أي: أرجعهم، ومن قال من المتأولين: أهلكهم، أو أظلهم، فإنما هو بالمعنى، وباقي الآية بين.