تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٢٦
والنصارى، وتعم كل من كان بهذه الحال، وفيها توبيخ للمعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، روى أبو عبيدة بن الجراح، عن النبي صلى الله عليه وسلم، " أن بني إسرائيل قتلوا ثلاثة وأربعين نبيا، فاجتمع من عبادهم وأحبارهم مائة وعشرون، ليغيروا المنكر، وينكروا، فقتلوا جميعا، كل ذلك في يوم واحد، وذلك معنى قوله تعالى: (ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس)، و (حبطت): معناه: بطلت.
وقوله تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله...) الآية: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية بسبب أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت المدراس على جماعة من يهود، فدعاهم إلى الله تعالى، فقال له نعيم بن عمرو، والحارث بن زيد: على أي دين أنت يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا على ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم، فقالا: إن إبراهيم كان يهوديا، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: فهلموا إلى التوراة، فهي بيننا، وبينكم، فأبيا عليه، ونزلت الآية.
قال * ع *: فالكتاب، في قوله: (من الكتاب): اسم جنس، والكتاب، في قوله: (إلى كتاب الله) هو التوراة، وقال قتادة وابن جريج: هو القرآن، ورجح الطبري الأول.
وقوله تعالى: (ذلك بأنهم قالوا): الإشارة فيه إلى التولي والإعراض، أي: إنما تولوا، وأعرضوا، لاغترارهم بأقوالهم، وافترائهم، ثم قال تعالى خطابا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم،
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة