تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٠
(واهجروهن في المضاجع): قال ابن عباس: يضاجعها، ويوليها ظهره، ولا يجامعها، وقال مجاهد: جنبوا مضاجعتهن، وقال ابن جبير: هي هجرة الكلام، أي:
لا تكلموهن، وأعرضوا عنهن، فيقدر حذف، تقديره: واهجروهن في سبب المضاجع، حتى يراجعنها.
* م *: قوله: (في المضاجع)، ذكر أبو البقاء فيه وجهين:
الأول: أن " في " على بابها من الظرفية، أي: اهجروهن في مواضع الاضطجاع، أي:
اتركوا مضاجعتهن دون ترك مكالمتهن.
الثاني: أنها بمعنى السبب، أي: اهجروهن بسبب المضاجع، كما تقول: في هذه الجناية عقوبة. انتهى، وكونها للظرفية أظهر، والله أعلم.
والضرب في هذه الآية: هو ضرب الأدب غير المبرح، وهو الذي لا يكسر عظما، ولا يشين جارحة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اضربوا النساء، إذا عصينكم في معروف ضربا غير مبرح " قال عطاء: قلت عباس: ما الضرب غير المبرح؟ قال: بالشراك ونحوه.
قال ابن العربي في " أحكامه ": قوله عز وجل: " واضربوهن " ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " أيها الناس إن لكم على نسائكم حقا، لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، وعليهن ألا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن، فإن الله قد أذن أن تهجروهن في المضاجع، وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين، فلهن رزقهن، وكسوتهن بالمعروف ". وفي هذا دليل على أن الناشز لا نفقة لها ولا كسوة، وأن الفاحشة هي
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة