تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٢
(وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا (35)) وقوله تعالى: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا...) الآية: اختلف من المأمور بالبعثة. فقيل: الحكام، وقيل: المخاطب الزوجان، وإليهما تقديم الحكمين، وهذا في مذهب مالك، والأول لربيعة وغيره، ولا يبعث الحكمان إلا مع شدة الخوف والشقاق، ومذهب مالك وجمهور العلماء: أن الحكمين ينظران في كل شئ، ويحملان على الظالم، ويمضيان ما رأياه من بقاء أو فراق، وهو قول علي بن أبي طالب في " المدونة " وغيرها.
وقوله: (إن يريدا إصلاحا)، قال مجاهد وغيره: المراد الحكمان، أي: إذا نصحا وقصدا الخير، بورك في وساطتهما، وقالت فرقة: المراد الزوجان، والأول أظهر، وكذلك الضمير في (بينهما)، يحتمل الأمرين، والأظهر أنه للزوجين، والاتصاف ب‍ (عليم خبير): يناسب ما ذكر من إرادة الإصلاح.
(* واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكن والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا (36) الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا (37)) وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا...) العبادة /:
التذلل بالطاعة، وإحسانا، مصدر، والعامل فيه فعل، تقديره: وأحسنوا بالوالدين إحسانا، وبذي القربى: هو القريب النسب من قبل الأب والأم، قال ابن عباس وغيره: والجار ذو القربى: هو القريب النسب، والجار الجنب: هو الجار الأجنبي، وقالت فرقة: الجار ذو
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة