تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١٤٠
آتاهم الله من فضله، ومستبشرون للمؤمنين أنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثم أكد سبحانه استبشارهم بقوله: (يستبشرون بنعمة)، ثم بين سبحانه بقوله: (وفضل)، أن إدخاله إياهم الجنة هو بفضل منه، لا بعمل أحد، وأما النعمة في الجنة، والدرجات، فقد أخبر أنها على قدر الأعمال.
قلت: وخرج أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن حرب صاحب ابن المبارك في " رقائقه "، بسنده، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، " أن الشهداء في قباب من حرير في رياض خضر، عندهم حوت وثور، يظل الحوت يسبح في أنهار الجنة يأكل من كل رائحة في أنهار الجنة، فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه، فيذكيه، فيأكلون لحمه، يجدون في لحمه طعم كل رائحة، ويبيت الثور في أفناء الجنة، فإذا أصبح، غدا عليه الحوت، فوكزه بذنبه، فيذكيه، فيأكلون، فيجدون في لحمه طعم كل رائحة في الجنة، ثم يعودون، وينظرون إلى منازلهم من الجنة، ويدعون الله عز وجل أن تقوم الساعة... " الحديث. انتهى.
مختصرا، وقد ذكره صاحب " التذكرة " مطولا.
وقرأ الكسائي: " وإن الله "، بكسر الهمزة، على استئناف الإخبار، وقرأ باقي السبعة بالفتح على أن ذلك داخل فيما يستبشر به، وقوله: (الذين استجابوا) يحتمل أن يكون صفة للمؤمنين، على قراءة من كسر الألف من " أن "، والأظهر أن الذين ابتداء، وخبره في قوله: (للذين أحسنوا منهم...) الآية، والمستجيبون لله والرسول: هم الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد في طلب قريش.
(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (174)) وقوله سبحانه: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم...) الآية:
" الذين ": صفة للمحسنين، وهذا القول هو الذي قاله الركب من عبد القيس لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة