تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١٤٣
فنزلت هذه الآية، و (يجتبي): معناه: يختار ويصطفي، وقوله سبحانه: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله) الآية: قال السدي وجماعة من المتأولين: الآية نزلت في البخل بالمال، والإنفاق في سبيل الله، وأداء الزكاة المفروضة، ونحو ذلك، قال: ومعنى: (سيطوقون ما بخلوا به) هو الذي ورد / في الحديث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه، فيسأله من فضل عنده، فيبخل عليه إلا أخرج له يوم القيامة شجاع من النار يتلمظ، حتى يطوقه "، قلت: وفي البخاري وغيره، عنه صلى الله عليه وسلم قال:
" من آتاه الله مالا، فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه، يعني: شدقيه، يقول: أنا مالك، أنا كنزك، ثم تلا هذه الآية: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله...) الآية.
قلت: واعلم أنه قد وردت آثار صحيحة بتعذيب العصاة بنوع ما عصوا به، كحديث:
" من قتل نفسه بحديدة، فهو يجأ نفسه بحديدته في نار جهنم، والذي قتل نفسه بالسم، فهو يتحساه في نار جهنم "، ونحو ذلك.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة