تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٨ - الصفحة ٦
* متى تأته تعشو إلى ضوء ناره * تجد حير نار عندها خير موقد أي: تنظر إليها نظر المعشى، لما يضعف بصر من عظيم الوقود به، ومنه قول حاتم:
* أعشو إذا ما جارتي برزت * حتى يواري جارتي الخدر * الصحفة، قال الجوهري: هي القصعة، وقال الكسائي: أعظم القصاع الجفنة، ثم القصعة تليها تسع العشرة، ثم الصحفة تسع الخمسة، ثم المكيلة تسع الرجلين والثلاثة. والصحيفة: الكتاب، والجمع: صحف وصحائف. الكوب، قال قطرب: الإبريق لا عروة له. وقال الأخفش: الإبريق لا خرطوم له، وقيل: كالإبريق، إلا أنه لا أذن له ولا مقبض. قال أبو منصور الجواليقي: إنما كان بغير عروة ليشرب الشارب من أين شاء، لأن العروة ترد الشارب من بعض الجهات. انتهى. وقال عدي:
* متكئا تصفق أبوابه * يسعى عليه العبد بالكوب * أبرم، قال الفراء: أبرم الأمر: بالغ في إحكامه، وأبرم القاتل، إذا أدهم، وهو القتل الثاني؛ والأول يقال له سجيل، كما قال زهير:
من سجيل وبرم انتهى. والإبرام: أن يجمع خيطين، ثم يفتلهما فتلا متقنا؛ والبريم: خيط فيه لونان.
* (حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم * أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين * وكم أرسلنا من نبي فى الاولين * وما يأتيهم من نبى إلا كانوا به يستهزءون * فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الاولين * ولئن سألتهم من خلق * السماوات والارض * ليقولن خلقهن العزيز العليم * الذى جعل لكم الارض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون * والذى نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون * والذى خلق الازواج كلها وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هاذا وما كنا له) *.
هذه السورة مكية، وقال مقاتل: إلا قوله: * (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) *. وقال ابن عطية: بإجماع أهل العلم. * (إنا جعلناه) *، أي صيرناه، أو سميناه؛ وهو جواب القسم، وهو من الأقسام الحسنة لتناسب القسم والمقسم عليه، وكونهما من واد واحد، ونظيره قول أبي تمام:
وثناياك أنها أغريض
(٦)
مفاتيح البحث: القتل (3)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»