قيل: أراد اللؤلؤة الكبيرة. وقرأ طلحة: اللؤلؤ بكسر اللام الثالثة، وهي لغة. وعبد اللولي: تقلب الهمزة المتطرفة ياء ساكنة بعد كسرة ما قبلها، وهي لغة، قاله أبو الفضل الرازي. * (وله) *: خص تعالى الجواري بأنها له، وهو تعالى له ملك السماوات والأرض وما فيهن، لأنهم لما كانوا هم منشئيها، أسندها تعالى إليه، إذ كان تمام منفعتها إنما هو منه تعالى، فهو في الحقيقة مالكها. والجواري: السفن. وقرأ عبد الله والحسن وعبد الوارث، عن أبي عمرو: بضم الراء، كما قالوا في شاك شاك. وقرأ الجمهور؛ * (* المنشآت) * بفتح الشين، اسم مفعول: أي أنشأها الله، أو الناس، أو المرفوعات الشراع. وقال مجاهد: ما له شراع من المنشآت، وما لم يرفع له شراع، فليس من المنشآت. والشراع: القلع. والأعمش وحمزة وزيد بن علي وطلحة وأبو بكر: بخلاف عنه، بكسر الشين: أي الرافعات الشراع، أو اللاتي ينشئن الأمواج بجريهن، أو التي تنشىء السفر إقبالا وإدبارا. وشدد الشين ابن أبي عبلة والحسن المنشأة، وحد الصفة، ودل على الجمع الموصوف، كقوله: * (فيها أزواج مطهرة) *، وقلب الهمزة ألفا على حد قوله:
إن السباع لتهدي في مرابضها يريد: لتهدأ، التاء لتأنيث الصفة، كتبت تاء على لفظها في الوصل. * (كالاعلام) *: أي كالجبال والآكام، وهذا يدل على كبر السفن حيث شبهها بالجبال، وإن كانت المنشآت تنطلق على السفينة الكبيرة والصغيرة. وعبر بمن في قوله: * (كل من عليها) * تغليبا لمن يعقل، والضمير في * (عليها) * قليل عائد على الأرض في قوله: * (والارض وضعها للانام) *، فعاد الضمير عليها، وإن كان بعد لفظها. والفناء عبارة عن إعدام جميع الموجودات من حيوان وغيره، والوجه يعبر به عن حقيقة الشيء، والجارجة منتفية عن الله تعالى، ونحو كل شيء هالك إلا وجهه. وتقول صعاليك مكة: أين وجه عربي كريم يجود علي؟ وقرأ الجمهور: ذو بالواو، وصفة للوجه؛ وأبي وعبد الله: ذي بالياء، صفة للرب. والظاهر أن الخطاب في قوله: * (وجه ربك) * للرسول، وفيه تشريف عظيم له صلى الله عليه وسلم). وقيل: الخطاب لكل سامع. ومعنى * (ذو الجلال) *: الذي يجله الموحدون عن التشبيه بخلقه وعن أفعالهم، أو الذي يتعجب من جلاله، أو الذي عنده الجلال والإكرام للمخلصين من عباده.
* (يسأله من فى * السماوات والارض) *: أي حوائجهم، وهو ما يتعلق بمن في السماوات من أمر الدين وما استعبدوا به، ومن في الأرض من أمر دينهم ودنياهم. وقال أبو صالح: من في السماوات: الرحمة، وسن في الأرض: المغفرة والرزق. وقال ابن جريج: الملائكة الرزق لأهل الأرض، والمغفرة وأهل الأرض يسألونهما جميعا. والظاهر أن قوله: يسأله استئناف إخبار. وقيل: حال من الوجه، والعامل فيه يبقى، أي هو دائم في هذه الحال. انتهى، وفيه بعد. ومن لا يسأل، فحاله تقتضي السؤال، فيصح إسناد السؤال إلى الجميع باعتبار القدر المشترك، وهو الافتقار إليه تعالى.
* (كل يوم) *: أي كل ساعة ولحظة، وذكر اليوم لأن الساعات واللحظات في ضمنه. * (هو فى شأن) *، قال ابن عباس: في شأن يمضيه من الخلق والرزق والإحياء والإماتة. وقال عبيد بن عمير: يجيب داعيا، ويفك عانيا، ويتوب على قوم، ويغفر لقوم. وقال سويد بن غفلة: يعتق رقابا، ويعطي رغاما ويقحم عقابا. وقال ابن عيينة: الدهر عند الله يومان، أحدهما اليوم الذي هو مدة الدنيا، فشأنه فيه الأمر والنهى والإمانة والإحياء؛ والثاني الذي هو يوم القيامة، فشأنه فيه الجزاء والحساب. وعن مقاتل: نزلت في اليهود، فقالوا: إن الله لا يقضي يوم السبت شيئا. وقال الحسين بن الفضل، وقد سأله عبد الله بن طاهر عن قوله: * (كل يوم هو فى شأن) *: وقد صح أن القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة فقال: شؤون يبديها، لا شؤون يبتديها. وقال ابن بحر: هو في يوم الدنيا في الابتلاء، وفي يوم القيامة في الجزاء. وانتصب * (كل يوم) * على الظرف، والعامل فيه العامل في قوله: * (فى شأن) *، وهو مستقر المحذوف، نحو: يوم الجمعة زيد قائم.
قوله عز وجل: * (سنفرغ لكم أيها الثقلان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * تكذبان * يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا