بنفسها وإلى الآخر بحرف الجر لما ثقلت بالتضعيف، وفي ذلك تجهيل لهم، حيث ظنوا أن ذلك يخفى على الله تعالى. ثم ذكر إحاطة علمه بما في السماوات والأرض. ويقال: من عليهم بيد أسداها إليه، أي أنعم عليه. المنة: النعمة التي لا يطلب لها ثواب، ثم يقال: من عليه صنعه، إذا اعتده عليه منة وإنعاما، أي يعتدون عليك أن أسلموا، فإن أسلموا في موضع المفعول، ولذلك تعدى إليه في قوله: * (قل لا تمنوا على إسلامكم) *. ويجوز أن يكون أسلموا مفعولا من أجله، أي يتفضلون عليك بإسلامهم. * (أن هداكم للايمان) * بزعمكم، وتعليق المن بهدايتهم بشرط الصدق يدل على أنهم ليسوا مؤمنين، إذ قد بين تعالى كذبهم في قولهم آمنا بقوله: * (قل لم تؤمنوا) *. وقرأ عبد الله وزيد بن علي، إذ هداكم، جعلا إذ مكان إن، وكلاهما تعليل، وجواب الشرط محذوف، أي * (إن كنتم صادقين) *، فهو المان عليكم. وقرأ ابن كثير وأبان عن عاصم: يعلمون، بياء الغيبة، والجمهور: بتاء الخطاب.
(١١٧)