تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٦ - الصفحة ٤
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا * وإذآ أردنآ أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا * وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا * من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشآء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن أراد الا خرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولائك كان سعيهم مشكورا * كلا نمد هاؤلاء وهاؤلاء من عطآء ربك وما كان عطآء ربك محظورا * انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللا خرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا * لا تجعل مع الله إلاها ءاخر فتقعد مذموما مخذولا) *)) ) * جاس يجوس جوسا وجوسانا تردد في الغارة قاله الليث. وقال أبو عبيدة: جاسوا فتشوا هل بقي ممن لم يقتل. وقال الفراء: قيلوا. قال حسان:
ومنا الذي لاقى لسيف محمد فجاس به الأعداء عرض العساكر.
وقال قطرب: نزلوا قال الشاعر:
* فجسنا ديارهم عنوة * وأبناء ساداتهم موثقينا * وقيل: داسوا، ومنه:
إليك جسنا الليل بالمطي وقال أبو زيد: الجوس والحوس والعوس والهوس الطواف بالليل. فالجوس والحوس طلب الشئ باستقصاء. حظرت الشيء منعته.
* (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من ءاياتنا إنه هو) *.
سبب نزول * (سبحان الذى أسرى بعبده) * ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم) لقريش الإسراء به وتكذبيهم له، فأنز الله ذلك تصديقا له، وهذه السورة مكية قال صاحب الغنيان بإجماع وقيل: إلا آيتين * (وإن كادوا ليفتنونك) * * (وإن كادوا ليستفزونك) * وقيل: إلا أربع هاتان وقوله: * (وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس) * وقوله * (وقل رب أدخلنى مدخل صدق) *، وزاد مقاتل قوله تعالى: * (إن الذين أوتوا
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»