تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٦ - الصفحة ١٨٥
* (وأدعو ربى) * معناه وأعبد ربي كما جاء في الحديث: (الدعاء العبادة) لقوله * (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله) * ويجوز أن يراد الدعاء الذي حكاه الله في سورة الشعراء * (رب هب لى حكما) * إلى آخره، وعرض بشقاوتهم بدعاء آلهتهم في قوله * (عسى أن * لا * أكون بدعاء ربى شقيا) * مع التواضع لله في كلمة * (عسى) * وما فيه من هضم النفس. وفي * (عسى) * ترج في ضمنه خوف شديد، ولما فارق الكفار وأرضهم أبدله منهم أولادا أنبياء، والأرض المقدسة فكان فيها ويتردد إلى مكة فولد له إسحاق وابنه يعقوب تسلية له وشدا لعضده، وإسحاق أصغر من إسماعيل، ولما حملت هاجر بإسماعيل غارت سارة ثم حملت بإسحاق.
وقوله * (من رحمتنا) * قال الحسن: هي النبوة. وقال الكلبي: المال والولد، والأحسن أن يكون الخير الديني والدنيوي من العلم والمنزلة والشرف في الدنيا والنعيم في الآخرة. ولسان الصدق: الثناء الحسن الباقي عليهم آخر الإبد قاله ابن عباس، وعبر باللسان كما عبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية. واللسان في كلام العرب الرسالة الرائعة كانت في خير أو شر. قال الشاعر:
إني أتتني لسان لا أسر بها وقال آخر:
ندمت على لسان كان مني ولسان العرب لغتهم وكلامهم. استجاب الله دعوته * (واجعل لى لسان صدق) * في الآخرين فصيره قدوة حتى عظمه أهل الأديان كلهم وادعوه. وقال تعالى * (ملة أبيكم إبراهيم) * و * (ملة إبراهيم حنيفا) * * (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) * وأعطى ذلك ذريته فأعلى ذكرهم وأثنى عليهم، كما أعلى ذكرهم وأثنى عليهم كما أعلى ذكره وأثنى عليه.
جثا: قعد على ركبتيه، وهي قعدة الخائف الذليل يجثو ويجثي جثوا وجثاية. حتم الأمر: أوجبه. الندى والنادي: المجلس الذي يجتمع فيه لحادثة أو مشورة. وقيل: مجلس أهل الندى وهو الكرم. وقيل: المجلس فيه الجماعة. قال حاتم:
* فدعيت في أولى الندى * ولم ينظر إلي بأعين خزر * الري: مصدر رويت من الماء، واسم مفعول أي مروي قاله أبو علي. الزي: محاسن مجموعة من الزي وهو الجمع. كلا: حرف ردع وزجر عند الخليل وسيبويه والأخفش والمبرد وعامة البصريين، وذهب الكسائي ونصر بن يوسف وابن واصل وابن الأنباري إلى أنها بمعنى حقا، وذهب النضر بن شميل إلى أنها حرف تصديق بمعنى نعم، وقد تستعمل مع القسم. وذهب عبد الله بن محمد الباهلي إلى أن كلا رد لما قبلها فيجوز الوقف عليها وما بعدها استئناف، وتكون أيضا صلة للكلام بمنزلة إي والكلام على هذه المذاهب مذكور في النحو. الضد: العون يقال: من أضداد أي أعوانكم، وكان العون سمي ضدا لأنه يضاد عدوك وينافيه بإعانته لك عليه: الأز والهز والاستفزاز أخوات، ومعناها التهييج وشدة الإزعاج، ومنه أزيز المرجل وهو غليانه وحركته. وفد يفد وفدا ووفودا ووفادة: قدم على سبيل التكرمة، الأد والإد: بفتح الهمزة وكسرها العجب. وقيل: العظيم المنكر والأدة الشدة، وأدني الأمر وآدني أثقلني وعظم علي أدا. الهد: قال الجوهري هدا البناء هدا كسره. وقال المبرد: هو سقوط بصوت شديد، والهدة صوت وقع الحائط ونحوه يقال: هديهد بالكسر هديدا. وقال الليث: الهد الهدم الشديد. الركز: الصوت الخفي، ومنه ركز الرمح غيب طرفه في الأرض، والركاز المال المدفون. وقيل: الصوت الخفي دون نطق بحروف ولا فم. قال الشاعر:
* فتوجست ركز الأنيس فراعها * عن ظهر غيب والأنيس سقامها * * (واذكر فى الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا * وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا * ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا * واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا * وكان يأمر أهله بالصلواة والزكواة وكان عند ربه مرضيا * واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا * ورفعناه مكانا عليا * أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية * ءادم * وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسراءيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم ءايات الرحمان خروا سجدا وبكيا) *. (سقط: فخلف من بعدهم خلفا أضاع إلى آخر الصفحة،)
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»