ومنه: الماء الدائم، كأنه يستدير حول مركزه.
لوى الحبل والتوى: فتله ثم استعمل في الإراغة في الحجج والخصومات، ومنه: ليان الغريم: وهو دفعه ومطله، ومنه: خصم ألوى: شديد الخصومة، شبهت المعاني بالأجرام.
اللسان: الجارحة المعروفة. قال أبو عمرو: اللسان يذكر ويؤنث، فمن ذكر جمعه ألسنة ومن أنث أجمعه ألسنا. وقال الفراء: اللسان بعينه لم نسمعه من العرب إلا مذكرا. انتهى. ويعبر باللسان عن الكلام، وهو أيضا يذكر ويؤنث إذا أريد به ذلك.
الرباني: منسوب إلى الرب، وزيدت الألف والنون مبالغة. كما قالوا: لحياني، وشعراني، ورقباني. فلا يفردون هذه الزيادة عن ياء النسبة. وقال قوم: هو منسوب إلى ربان، وهو معلم الناس وسائسهم، والألف والنون فيه كهي في: غضبان وعطشان، ثم نسب إليه فقالوا: رباني، فعلى هذا يكون من النسب في الوصف، كما قالوا: أحمري في أحمر، و: دواري في دوار، وكلا القولين شاذ لا يقاس عليه.
درس الكتاب يدرسه: أدمن قراءته وتكريره، ودرس المنزل: عفا، وطلل دارس: عاف.
* (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما) * الجمهور على أن أهل الكتاب هم اليهود والنصارى أخبر الله تعالى بذم الخونة منهم، فظاهره أن في اليهود والنصارى من يؤتمن فيفي ومن يؤتمن فيخون. وقيل: أهل الكتاب عنى به أهل القرآن، قاله ابن جريج. وهذا ضعيف حدا لما يأتي بعده من قولهم: * (ذالك بأنهم قالوا ليس علينا فى الاميين سبيل) * وقيل: المراد بأهل الكتاب: اليهود، لأن هذا القول * (ليس علينا فى الاميين سبيل) * لم يقله ولا يعتقده إلا اليهود.
وقيل: * (من إن تأمنه بقنطار) * هم النصارى لغلبة الأمانة عليهم. و: * (من إن تأمنه بدينار) * هم اليهدو لغلبة الخيانة عليهم. وعين منهم كعب بن الأشرف وأصحابه. وقيل: * (من إن تأمنه بقنطار) * هم من أسلم من أهل الكتاب. و: * (من إن تأمنه بدينار) * من لم يسلم منهم.
وروي أنه بايع بعض العرب بعض اليهود وأودعوهم فخانوا من أسلم، وقالوا: قد خرجتم عن دينكم الذي عليه بايعناكم، وفي كتابنا: لا حرمة لأموالكم، فكذبهم الله تعالى. قيل: وهذا سبب نزول هذه الآية.
وعن ابن عباس: * (من إن تأمنه بقنطار يؤده) * هو عبد الله بن سلام، استودعه رجل من قريش ألفا ومائتي أوقية ذهبا، فأداه إليه. و: * (من إن تأمنه بدينار) * فنحاص بن عازوراء، استودعه رجل من قريش دينارا فجحده وخانه. انتهى. ولا ينحصر الشرط في ذينك المعينين، بل كل منهما فرد ممن يندرج تحت: من. ألا ترى كيف جمع في قوله: * (ذالك بأنهم قالوا ليس علينا) * قالوا والمخاطب بقوله: تأمنه، هو النبي صلى الله عليه وسلم) بلا خلاف، ويحتمل أن يكون السامع من أهل الإسلام، وبينه قولهم: * (ليس علينا فى الاميين سبيل) * فجمع الأميين وهم اتباع النبي الأمي.
وقرأ أبي بن كعب: تأمنه، في الحرفين، و: تئمنا، في يوسف. وقرأ ابن مسعود، والأشهب العقيلي، وابن وثاب: تيمنه، بتاء مكسورة وياء ساكنة بعدها، قال الداني: وهي لغة تميم. وأما إبدال الهمزة ياء في: تئمنه، فلكسرة ما قبلها كما أبدلوا في بئر.
وقد ذكرنا الكلام على حروف المضارعة من: ي فعل، ومن: ما أوله همزة وصل عند الكلام على قوله * (نستعين) * فأغنى عن إعادته.
وقال: ابن عطية، حين ذكر قراءة أبي: وما أراها إلا لغة: قرشية، وهي كسر نون الجماعة: كنستعين، وألف المتكلم، كقول ابن عمر: لا إخاله، وتاء الخاطب كهذه الآية، ولا يكسرون الياء في الغائب، وبها قرأ أبي في: تئمنه. انتهى. ولم يبين ما يكسر فيه حروف