الزمخشري: أراد أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل، فمن أدعى محبته وخالف سنة رسوله فهو كذاب، وكتاب الله يكذبه.
ثم ذكر من يذكر محبة الله، ويصفق بيديه مع ذكرها، ويطرب وينعر ويصفق، وقبح من فعله هذا، وزرى على فاعل ذلك بما يوقف عليه في كتابه.
وروي عن أبي عمر إدغم: راء، و: يغفر لكم، في لام: لكم، وذكر ابن عطية عن الزجاج أن ذلك خطأ وغلط ممن رواها عن أبي عمرو، وقد تقدم لنا الكلام على ذلك، وذكرنا أن رؤساء الكوفة: أبا جعفر الرواسي، والكسائي، والفراء رووا ذلك عن العرب، ورأسان من البصريين وهما: أبو عمرو، ويعقوب قرآ بذلك وروياه، فلا التفات لمن خالف في ذلك.
* (قل أطيعوا الله والرسول) * هذا توكيد لقوله: فاتبعوني، وروي عن ابن عباس أنه لما نزل * (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله) * قال عبد الله بن أبي لأصحابه: إن محمدا يجعل طاعته كطاعة الله، ويأمر بأن نحبه كما أحبت النصارى عيسى بن مريم، فنزل * (قل أطيعوا الله) *.
* (فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين) * يحتمل أن يكون: تولوا، ماضيا. ويحتمل أن يكون مضارعا حذفت منه التاء، أي: فإن تتولوا، والمعنى: فإن تولوا عما أمروا به من اتباعه وطاعته فإن الله لا يحب من كان كافرا. وجعل من لم يتبعه ولم يطعه كافرا، وتقييد انتفاء محبة الله بهذا الوصف الذي هو الكفر مشعر بالعلية، فالمؤمن من العاصي لا يندرج في ذلك.
قيل: وفي هذه الآيات من ضروب الفصاحة وفنون البلاغة الخطاب العام الذي سببه خاص. وفي قوله * (لا يتخذ المؤمنون الكافرين) * والتكرار، في قوله: المؤمنون من دون المؤمنين، وفي قوله: من الله، ويحذركم الله نفسه، وإلى الله، وفي: يعلمه الله، ويعلم، وفي قوله: يعلمه الله، والله علي، وفي قوله: ما عملت، وما عملت، وفي قوله: الله نفسه، والله، وفي قوله: ويحذركم الله، والله روؤف، وفي قوله: تحبون الله، يحببكم الله، والله غفور، قل أطيعوا الله، فإن الله.
والتجنيس المماثل في: تحبون ويحببكم، والتجنيس المغاير، في: تتقوا منهم تقاه، وفي يغفر لكم وغفور.
والطباق في: تخفوا وتبدوه، وفي: من خير ومن سوء، وفي: محضرا وبعيدا.
والتعبير بالمحل عن الشيء في قوله: ما في صدوركم، عبر بها عن القلوب، قال تعالى: * (فإنها لا تعمى الابصار) * الآية.
والإشارة في قوله: ومن يفعل ذلك، الآية. أشار إلى انسلاخهم من ولاية الله.
والاختصاص في قوله: ما في صدوركم، وفي قوله: ما في السماوات وما في الأرض.
والتأنيس بعد الإيحاش في قوله: والله روؤف بالعباد، والحذف في عدة مواضع تقدم ذكرها في التفسير.
2 (* (إن الله اصطفى آدم ونوحا وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم * إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم * فلما وضعتها قالت رب إنى وضعتهآ أنثى والله أعلم بما وضعت وليس