تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٩
عندك من علمها إلى الرائي أو غيره ممن يجهل: وكان الاعتبار انتقالا عن منزلة الجهل إلى منزلة العلم، ومنه، العبرة، وهي الدمع، لأنها تجاوز العين.
الشهوة: ما تدعو النفس إليه، والفعل منه: اشتهى، ويجمع بالألف والتاء فيقال: شهوات، ووجدت أنا في شعر العرب جمعها على: شهى، نحو: نزوة ونزى، و: كوة وكوى، على قول من زعم أن: كوى، جمع كوة بفتح الكاف، وهذا مع: قرية وقرى، ذكره النحويون مما جاء على وزن فعلة معتل اللام، وجمع على فعل، واستدركت أنا: شهى، وقالت امرأة من بني نضر بن معاوية:
* فلولا الشهى والله كنت جديرة * بأن أترك اللذات في كل مشهد * القنطار: فنعال نونه زائدة، قاله ابن دريد، فيكون وزنه: فنعالا من: قطر يقطر وقيل: أصل ووزن فعلال، وفيه خلاف: أهو واقع على عدد مخصوص؟ أم هو وزن لا يحد ولا يحصر؟ والقائلون بأنه عدد مخصوص اختلفوا في ذلك العدد، ويأتي ذلك في التفسير، إن شاء الله تعالى.
ويقال منه: قنطر الرجل إذا كان عنده قناطير، أو قنطار من المال وقال الزجاج: هو مأخوذ من: قنطرت الشيء، عقدته وأحكمته، ومنه سميت القنطرة لإحكامها وقيل: قنطرته: عبيته شيئا على شيء، ومنه سمي القنطرة. فشبه المال الكثير الذي يعبى بعضه على بعض بالقنطرة.
الذهب: معروف، وهو مؤنث يجمع على ذهاب وذهوب. وقيل: الذهب جمع ذهبية.
والفضة: معروفة، وجمعها قضض، فالذهب مشتق من الذهاب، والفضة من انفض الشيء: تفرق، ومنه: فضضت القوم.
الخيل: جمع لا واحد له من لفظه، بل واحدة: فرس. وقيل: واحده خايل، كراكب وركب، قاله أبو عبيدة. سميت بذلك لاختيالها في مشيها. وقيل: اشتقاقه من التخيل، لأنه يتخيل في صورة من هو أعظم منه. وقيل: الاختيال مأخوذ من التخيل.
النعم: الإبل فقط، قال الفراء: وهو مذكر ولا يؤنث، يقولون هذا نعم وارد. وقال الهروي: النعم، يذكر ويؤنث، وإذا جمع انطلق على الإبل والبقر والغنم. وقال ابن قتيبة: الأنعام: الإبل والبقر والغنم، واحدها نعم، وهو جمع لا واحد له من لفظه، وسميت بذلك لنعومة مسها وهو لينها، ومنه: الناعم، والنعامة، والنعامي الجنوب، سميت بذلك للين هبوبها.
المآب: مفعل من آب يؤوب إيابا. أي: رجع، يكون للمصدر والمكان والزمان.
* (قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد) * سبب نزولها أن يهود بني قينقاع قالوا بعد وقعة بدر، إن قريشا كانوا أغمارا، ولو حاربتنا لرأيت رجالا. وقيل: نزلت في قريش قبل بدر بسنتين، فحقق الله تعالى ذلك وقيل: لما غلب قريشا ببدر، قالت اليهود: هو النبي المبعوث الذي في كتابنا، لا تهزم له راية. فقالت لهم شياطينهم: لا تعجلوا حتى
(٤٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»