تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ١ - الصفحة ٥٢٥
* فلولا أن ما أسعى لأدنى معيشة * كفاني ولم أطلب قليل من المال * * ولكنما أسعى لمجد مؤثل * وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي * فسره الشراح بالطلب.
الخراب: ضد العمارة، وهو مصدر خرب الشيء يخرب خرابا، ويوصف به فيقال: منزل خراب، واسم الفاعل: خرب، كما قال أبو تمام:
* ما ربع مية معمورا يطيف به * غيلان أبهى ربا من ربعها الخرب * والخرب: ذكر الحبارى، يجمع على خربان. المشرق والمغرب: مكان الشروق والغروب، وهما من الألفاظ التي جاءت على مفعل، بكسر العين شذوذا، والقياس الفتح، لأن كل فعل ثلاثي لم تكسر عين مضارعة، فقياس صوغ المصدر منه، والزمان والمكان مفعل، بفتح العين. أين: من ظروف المكان، وهو مبني لتضمنه في الاستفهام معنى حرفه، وفي الشرط معنى حرفه، وإذا كان للشرط جاز أن تزيد بعده ما، ومما جاء فيه شرطا بغير ما قوله:
أين تضرب بنا العداة تجدنا وزعم بعضهم أن أصل أين: السؤال عن الأمكنة. ثم: ظرف مكان يشار به للبعيد، وهو مبني لتضمنه معنى الإشارة، وهو لازم للظرفية، لم يتصرف فيه بغير من يقول: من ثم كان كذا. وقد وهم من أعرهبا مفعولا به في قوله: * (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا) *. بل: مفعول رأيت محذوف. واسع: اسم فاعل من وسع يسع سعة ووسعا، ومقابلة ضاق، إلا أن وسع يأتي متعديا: * (وسع كرسيه السماوات والارض) *، * (ورحمتى وسعت كل شىء) *. الولد: معروف، وهو فعل بمعنى مفعول، كالقبض والنقض، ولا ينقاس فعل بمعنى مفعول، وفعله: ولد يلد ولادة ووليدية، وهذا المصدر الثاني غريب. القنوت: القيام، ومنه أفضل الصلاة طول القنوت، أي القيام والطاعة والعبادة والدعاء. قنت شهرا: دعا. البديع: النادر الغريب الشكل. بدع يبدع بداعة فهو بديع، إذا كان نادرا، غريب الصورة في الحسن، وهو راجع لمعنى الابتداع، وهو الاختراع والإنشاء. قضى: قدر، ويجيء بمعنى أمضى. قضى يقضي قضاء. قال:
* سأغسل عني العار بالسيف جالبا * علي قضاء الله ما كان جالبا * قال الأزهري: قضى على وجوه، مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه، قال أبو ذؤيب:
* وعليهما مسرودتان قضاهما * داود أو صنع السوابغ تبع *
(٥٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 530 ... » »»