تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٥٢٣
أي في ارضنا بالقتل والتخريب واتلاف الزرع قيل كانوا يخرجون أيام الربيع فلا يتركون اخضر إلا اكلوه ولا يابسا إلا احتملوه وقيل كانوا يأكلون الناس * (فهل نجعل لك خرجا) * نخرجه من أموالنا وقرأ حمزة والكسائي (خراجا) وكلاهما واحد كالنول والنوال وقيل الخراج على الأرض والذمة والخرج المصدر * (على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) * يحجز دون خروجهم علينا وقد ضمه من ضم السدين غير حمزة والكسائي * (قال ما مكني فيه ربي خير) * ما جعلني فيه مكينا من المال والملك خير مما تبذلون لي من الخراج ولا حاجة بي إليه وقرأ ابن كثير (مكنني) على الأصل * (فأعينوني بقوة) * أي بقوة فعلة أو بما أتقوى به من الآلات * (أجعل بينكم وبينهم ردما) * حاجزا حصينا وهو أكبر من السد من قولهم ثوب مردم إذا كان رقاعا فوق رقاع * (آتوني زبر الحديد) * قطعه والزبرة القطعة الكبيرة وهو لا ينافي رد الخراج والاقتصار على المعونة لان الايتاء بمعنى المناولة ويدل عليه قراءة أبي بكر (ردما ائتوني) بكسر التنوين موصولة الهمزة على معنى جيئوني بزبر الحديد والباء محذوفة حذفها في أمرتك الخير ولان اعطاء الآلة من الإعانة بالقوة دون الخراج على العمل * (حتى إذا ساوى بين الصدفين) * بين جانبي الجبلين بتنضيدها وقرأ ابن كثير وابن عامر والبصريان بضمتين أبو بكر بضم الصاد وسكون الدال وقرئ بفتح الصاد وضم الدال وكلها لغات من الصدف وهو الميل لان كلا منهما منعزل عنالاخر ومنه التصادف للتقابل * (قال انفخوا) * أي قال للعملة انفخوا في الاكوار والحديد * (حتى إذا جعله) * جعل المنفوخ فيه * (نارا) * كالنار بالاحماء * (قال آتوني أفرغ عليه قطرا) * أي اتوني قطرا أي نحاسا مذابا أفرغ عليه قطرا فحذف الأول لدلالة الثاني عليه وبه تمسك البصريون على أن أعمال الثاني من العاملين المتوجهين نحو معمول واحد أولى إذ لو كان قطرا مفعول افرغ حذرا
(٥٢٣)
مفاتيح البحث: القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 » »»