تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٤
غايته التوحيد وقال * (فاعبدوه) * إشارة إلى استكمال القوة العلمية فإنه بملازمة الطاعة التي هي الإتيان بالأوامر والانتهاء عن المناهي ثم قرر ذلك بأن بين أن الجمع بين الأمرين هو الطريق المشهود له بالاستقامة ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم قل آمنت بالله ثم استقم * (فلما أحس عيسى منهم الكفر) * تحقق كفرهم عنده تحقق ما يدرك بالحواس * (قال من أنصاري إلى الله) * ملتجئا إلى الله تعالى أو ذاهبا أو ضاما إليه ويجوز أن يتعلق الجار ب * (أنصاري) * مضمنا معنى الإضافة أي من الذين يضيفون أنفسهم إلى الله تعالى في نصري وقيل إلى ها هنا بمعنى مع أو في أو اللام * (قال الحواريون) * حواري الرجل خاصته من الحور وهو البياض الخالص ومه الحواريات للحضريات لخلوص ألوانهن سمي به أصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام لخلوص نيتهم ونقاء سريرتهم وقيل كانوا ملوكا يلبسون البيض استنصر بهم عيسى عليه الصلاة والسلام من اليهود وقيل قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها * (نحن أنصار الله) * أي أنصار دين الله * (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) * لتشهد لنا يوم القيامة حين تشهد الرسل لقومهم وعليهم * (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) * أي مع الشاهدين بوحدانيتك أو مع الأنبياء الذين يشهدون لأتباعهم أو مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم شهداء على الناس * (ومكروا) * أي الذين أحس منهم الكفر من اليهود بأن وكلوا عليه من يقتله غيلة * (ومكر الله) * حين رفع عيسى عليه الصلاة والسلام وألقى شبهه على من قصد اغتياله حتى قتل والمكر من حيث إنه في الأصل حيلة يجلب بها غيره إلى مضرة لا يسند إلى الله تعالى إلا على سبيل المقابلة والإزدواج * (والله خير الماكرين) * أقواهم مكرا وأقدرهم على إيصال الضرر من حيث لا يحتسب
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»