تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٨
* (فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين) * وعيد لهم ووضع المظهر موضع المضمر ليدل على أن التولي عن الحجج والإعراض عن التوحيد إفساد للدين والاعتقاد المؤدي إلى فساد النفس بل وإلى فساد العالم * (قل يا أهل الكتاب) * يعم أهل الكتابين وقيل يريد به وفد نجران أو يهود المدينة * (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) * لا يختلف فيها الرسل والكتب ويفسرها ما بعدها * (ألا نعبد إلا الله) * أن نوحده بالعبادة ونخلص فيها * (ولا نشرك به شيئا) * ولا نجعل غيره شريكا له في استحقاق العبادة ولا نراه أهلا لأن يعبد * (ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) * ولا نقول عزير ابن الله ولا المسيح ابن الله ولا نطيع الأحبار فيما أحدثوا من التحريم والتحليل لأن كلا منهم بعضنا بشر مثلنا روي أنه لما نزلت * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) * قال عدي بن حاتم ما كنا نعبدهم يا رسول الله قال أليس كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بقولهم قال نعم قال هو ذاك * (فإن تولوا) * عن التوحيد * (فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) * أي لزمتكم الحجة فاعترفوا بأنا مسلمون دونكم أو اعترفوا بأنكم كافرون بما نطقت به الكتب وتطابقت عليه الرسل
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»