تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٥٥
شيء في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر * (بلى) * إثبات لما نفوه أي بلى عليهم فيهم سبيل * (من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين) * استئناف مقرر للجملة التي سدت * (بلى) * مسدها والضمير المجرور لمن أو لله وعموم المتقين ناب عن الراجع من الجزاء إلى * (من) * وأشعر بأن التقوى ملاك الأمر وهو يعم الوفاء وغيره من أداء الواجبات والاجتناب عن المناهي * (إن الذين يشترون) * يستبدلون * (بعهد الله) * بما عاهدوا الله عليه من الإيمان بالرسول والوفاء بالأمانات * (وأيمانهم) * وبما حلفوا به من قولهم والله لنؤمنن به ولننصرنه * (ثمنا قليلا) * متاع الدنيا * (أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله) * بما يسرهم أو بشيء أصلا وأن الملائكة يسألونهم يوم القيامة أو لا ينتفعون بكلمات الله وآياته والظاهر أنه كناية عن غضبه عليهم لقوله * (ولا ينظر إليهم يوم القيامة) * فإن من سخط على غيره واستهان به أعرض عنه وعن التكلم معه والالتفات نحوه كما أن من اعتد بغيره يقاوله ويكثر النظر إليه * (ولا يزكيهم) * ولا يثني عليهم * (ولهم عذاب أليم) * على ما فعلوه قيل إنها نزلت في أحبار حرفوا التوراة وبدلوا نعت محمد صلى الله عليه وسلم وحكم الأمانات وغيرهما وأخذوا على ذلك رشوة وقيل نزلت في رجل أقام سلعة في السوق فحلف لقد اشتراها بما لم يشترها به وقيل نزلت في ترافع كان بين الأشعث بن قيس ويهودي في بئر أو أرض وتوجهه الحلف على اليهودي
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»