تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٤
تكون أن مفسرة لأن الأمر مسند إلى الله سبحانه وتعالى وهو لا يقول اعبدوا الله ربي وربكم والقول لا يفسر بل الجملة تحكي بعده إلا أن يؤول القول بالأمر فكأن قيل ما أمرتهم إلا بما أمرتني به أن * (اعبدوا الله) * * (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) * أي رقيبا عليهم أمنعهم أن يقولوا ذلك ويعتقدوه أو مشاهدا لأحوالهم من كفر وإيمان * (فلما توفيتني) * بالرفع إلى السماء لقوله * (إني متوفيك ورافعك) * والتوفي أخذ الشيء وافيا والموت نوع منه قال الله تعالى * (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) * * (كنت أنت الرقيب عليهم) * المراقب لأحوالهم فتمنع من أردت عصمته من القول به بالإرشاد إلى الدلائل والتنبيه عليها بإرسال الرسل وإنزال الآيات * (وأنت على كل شيء شهيد) * مطلع عليه مراقب له * (إن تعذبهم فإنهم عبادك) * أي إن تعذبهم فإنك تعذب عبادك ولا اعتراض على المالك المطلق فيما يفعل بملكه وفيه تنبيه على أنهم استحقوا ذلك لأنهم عبادك وقد عبدوا غيرك * (وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) * فلا عجز ولا استقباح فإنك القادر القوي على الثواب والعقاب الذي لا يثيب ولا يعاقب إلا عن حكمة وصواب فإن المغفرة
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»