تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣١٨
حراء وقيل بالبصرة في موضع المسجد الأعظم * (فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه) * روي أنه لما قتله تحير في أمره ولم يدر ما يصنع به إذ كان أول ميت من بني آدم فبعث الله غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر فحفر له بمنقاره ورجليه ثم ألقاه في الحفرة والضمير في ليرى لله سبحانه وتعالى أو للغراب وكيف حال من الضمير في * (يواري) * والجملة ثاني مفعولي يرى والمراد بسوأة أخيه جسده الميت فإنه مما يستقبح أن يرى * (قال يا ويلتي) * كلمة جزع وتحسر والألف فيها بدل من ياء المتكلم والمعنى يا ويلتي احضري فهذا أوانك والويل والويلة الهلكة * (أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي) * لا أهتدي إلى مثل ما اهتدي إليه وقوله * (فأواري) * عطف على * (أكون) * وليس جواب الاستفهام إذ ليس المعنى ههنا لو عجزت لواريت وقرئ بالسكون على فأنا أواري أو على تسكين المنصوب تخفيفا * (فأصبح من النادمين) * على قتله لما كابد فيه من التحير في أمره وحمله على رقبته سنة أو أكثر على ما قيل وتلمذه للغراب واسوداد لونه وتبري أبويه منه إذ روي أنه لما قتله اسود جسده فسأله آدم عن أخيه فقال ما كنت عليه وكيلا فقال بل قتلته
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»