تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٥٨١
تعم المبايعة بدين أو عين وإدارتها بينهم تعاطيهم إياها يدا بيد أي إلا أن تتبايعوا يدا بيد فلا بأس أن لا تكتبوا لبعده عن التنازع والنسيان ونصب عاصم * (تجارة) * على أنه الخبر والاسم مضمر تقديره إلا أن تكون التجارة تجارة حاضرة كقوله (بني أسد هل تعلمون بلاءنا إذا كان يوما ذا كواكب أشنعا) ورفعها الباقون على أنها الاسم والخبر تديرونها أو على كان التامة * (وأشهدوا إذا تبايعتم) * هذا التبايع أو مطلقا لأنه أحوط والأوامر التي في هذه الآية للاستحباب عند أكثر الأئمة وقيل إنها للوجوب ثم اختلف في إحكامها ونسخها * (ولا يضار كاتب ولا شهيد) * يحتمل البناءين ويدل عليه أنه قرئ * (ولا يضار) * بالكسر والفتح وهو نهيهما عن ترك الإجابة والتحريف والتغيير في الكتب والشهادة أو النهي عن الضرار بهما مثل أن يعجلا عن مهم ويكلفا الخروج عما حد لهما ولا يعطى الكاتب جعله والشهيد مؤنة مجيئه حيث كان * (وإن تفعلوا) * الضرار أو ما نهيتم عنه * (فإنه فسوق بكم) * خروج عن الطاعة لاحق بكم * (واتقوا الله) * في مخالفة أمره ونهيه * (ويعلمكم الله) * أحكامه المتضمنة لمصالحكم * (والله بكل شيء عليم) * كرر لفظه الله في الجمل الثلاث لاستقلالها فإن الأولى حث على التقوى والثانية وعد بإنعامه والثالثة تعظيم لشأنه ولأنه أدخل في التعظيم من الكناية.
(٥٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 576 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 ... » »»