تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٥٨٦
عليه بين والمراد نفي الفرق بالتصديق والتكذيب * (وقالوا سمعنا) * أجبنا * (وأطعنا) * أمرك * (غفرانك ربنا) * اغفر لنا غفرانك أو نطلب غفرانك * (وإليك المصير) * المرجع بعد الموت وهو إقرار منهم بالبعث. * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) * إلا ما تسعه قدرتها فضلا ورحمة أو ما دون مدى طاقتها بحيث يتسع فيه طوقها ويتيسر عليها كقوله تعالى * (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) * وهو يدل على عدم وقوع التكليف بالمحال ولا يدل على امتناعه * (لها ما كسبت) * من خير * (وعليها ما اكتسبت) * من شر لا ينتفع بطاعتها ولا يتضرر بمعاصيها غيرها وتخصيص الكسب بالخير والاكتساب بالشر لأن الاكتساب فيه احتمال والشر تشتهيه النفس وتنجذب إليه فكانت أجد في تحصيله وأعمل بخلاف الخير * (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) * أي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطأ من تفريط وقلة مبالاة أو بأنفسهما إذ لا تمتنع المؤاخذة بهما عقلا فإن الذنوب كالسموم فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ فتعاطي الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب وإن لم تكن عزيمة لكنه تعالى وعد التجاوز عنه رحمة وفضلا فيجوز أن يدعو الإنسان به استدامة
(٥٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 579 580 581 582 583 584 585 586 587 588 589 » »»