تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٥١٨
قيس فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا أنا ولا ثابت لا يجمع رأسي ورأسه شيء والله ما أعيبه في دين ولا خلق ولكني أكره الكفر في الإسلام وما أطيقه بغضا إني رفعت جانب الخباء فرأيته أقبل في جماعة من الرجال فإذا هو أشدهم وأقصرهم قامة وأقبحهم وجها فنزلت فاختلعت منه بحديقة كان أصدقها إياها والخطاب مع الحكام وإسناد الأخذ والإيتاء إليهم لأنهم الآمرون بهما عند الترافع وقيل إنه خطاب للأزواج وما بعده خطاب للحكام وهو يشوش النظم على القراءة المشهورة * (إلا أن يخافا) * أي الزوجان وقرئ (يظنا) وهو يؤيد تفسير الخوف بالظن * (أن يخافا ألا يقيما حدود الله) * يترك إقامة أحكامه من مواجب الزوجية وقرأ حمزة ويعقوب * (يخافا) * على البناء للمفعول وإبدال أن بصلته من الضمير بدل الاشتمال وقرئ تخافا وتقيما بتاء الخطاب * (فإن خفتم) * أيها الحكام * (ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به) * على الرجل في أخذ ما افتدت به نفسها واختلعت وعلى المرأة في إعطائه * (تلك حدود الله) * إشارة إلى ما حد من الأحكام * (فلا تعتدوها) * فلا تتعدوها بالمخالفة * (ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) * تعقيب للنهي بالوعيد مبالغة في التهديد وأعلم أن ظاهر الآية يدل على أن الخلع لا يجوز من غير كراهة وشقاق ولا بجميع ما ساق الزوج إليها فضلا عن الزائد ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة / ح / وما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال لجميلة أتردين عليه حديقته فقالت
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»