تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٤٥٥
* (من آمن) * * (والصابرين في البأساء والضراء) * نصبه على المدح ولم يعطف لفضل الصبر على سائر الأعمال وعن الأزهري البأساء في الأموال كالفقر والضراء في الأنفس كالمرض * (وحين البأس) * وقت مجاهدة العدو * (أولئك الذين صدقوا) * في الدين واتباع الحق وطلب البر * (وأولئك هم المتقون) * عن الكفر وسائر الرذائل والآية كما ترى جامعة للكمالات الإنسانية بأسرها دالة عليها صريحا أو ضمنا فإنها بكثرتها وتشعبها منحصرة في ثلاثة أشياء صحة الاعتقاد وحسن المعاشرة وتهذيب النفس وقد أشير إلى الأول بقوله * (من آمن بالله) * إلى * (والنبيين) * وإلى الثاني بقوله * (وآتى المال) * إلى * (وفي الرقاب) * وإلى الثالث بقوله * (وأقام الصلاة) * إلى آخرها ولذلك وصف المستجمع لها بالصدق نظرا إلى إيمانه واعتقاده بالتقوى اعتبارا بمعاشرته للخلق ومعاملته مع الحق وإليه أشار بقوله عليه السلام من عمل بهذه الآية فقد استكمل الإيمان. * (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) * كان في الجاهلية بين حيين من أحياء العرب دماء وكان لأحدهما طول على
(٤٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 ... » »»