تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٤٥٩
تخصيص وقيل المراد بها الحياة الأخروية فإن القاتل إذا اقتص منه في الدنيا لم يؤاخذ به في الآخرة * (ولكم في القصاص) * يحتمل أن يكونا خبرين لحياة وأن يكون أحدهما خبرا والآخر صلة له أو حالا من الضمير المستكن فيه وقرئ في القصص أي فيما قص عليكم من حكم القتل حياة أو في القرآن حياة للقلوب * (يا أولي الألباب) * ذوي العقول الكاملة ناداهم للتأمل في حكمة القصاص من استبقاء الأرواح وحفظ النفوس * (لعلكم تتقون) * في المحافظة على القصاص والحكم به والإذعان له أو عن القصاص فتكفوا عن القتل. * (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت) * أي حضرت أسبابه وظهرت أماراته * (إن ترك خيرا) * أي مالا وقيل مالا كثيرا لما روي عن علي رضي الله تعالى عنه أن مولى له أراد أن يوصي وله سبعمائة درهم فمنعه وقال قال الله تعالى * (إن ترك خيرا) * والخير هو المال الكثير وعن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رجلا أراد أن يوصي فسألته كم مالك فقال ثلاثة آلاف فقالت كم عيالك قال أربعة قالت إنما قال الله تعالى * (إن ترك خيرا) * وأن هذا لشيء يسير فاتركه لعيالك * (الوصية للوالدين والأقربين) * مرفوع بكتب وتذكير فعلها للفصل أو على تأويل أن يوصي أو الإيصاء ولذلك ذكر الراجع في قوله * (فمن بدله) * والعامل في إذا مدلول كتب لا الوصية لتقدمه عليها وقيل مبتدأ خبره * (للوالدين) * والجملة جواب الشرط بإضمار الفاء كقوله (من يفعل الحسنات الله يشكرها والشر بالشر عند الله مثلان) ورد بأنه إن صح فمن ضرورات الشعر وكان هذا الحكم في بدء الإسلام فنسخ بآية المواريث وبقوله عليه الصلاة والسلام إن الله أعطى كل ذي حق حقه ألا لا وصية
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»