تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٣٥٢
بالعرض لأنه من الخطأ والكسب استجلاب النفع وتعليقه بالسيئة على طريق قوله * (فبشرهم بعذاب أليم) *. * (وأحاطت به خطيئته) * أي استولت عليه وشملت جملة أحواله حتى صار كالمحاط بها لا يخلو عنها شيء من جوانبه وهذا إنما يصح في شأن الكافر لأن غيره وإن لم يكن له سوى تصديق قلبه وإقرار لسانه فلم تحط الخطيئة به ولذلك فسرها السلف بالكفر وتحقيق ذلك أن من أذنب ذنبا ولم يقلع عنه استجره إلى معاودة مثله والانهماك فيه وارتكاب ما هو أكبر منه حتى تستولي عليه الذنوب وتأخذ بمجامع قلبه فيصير بطبعه مائلا إلى المعاصي مستحسنا إياها معتقدا أن لا لذة سواها مبغضا لمن يمنعه عنها مكذبا لمن ينصحه فيها كما قال الله تعالى * (ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله) * وقرأ نافع (خطيئاته) وقرئ خطيته وخطياته على القلب والإدغام فيهما * (فأولئك أصحاب النار) * ملازموها في الآخرة كما أنهم ملازمون أسبابها في الدنيا * (هم فيها خالدون) * دائمون أو لابثون لبثا طويلا والآية كما ترى لا حجة فيها على خلود صاحب الكبيرة وكذا التي قبلها. * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) * جرت عادته سبحانه وتعالى على أن يشفع وعده بوعيده لترجى رحمته ويخشى عذابه وعطف العمل على إيمان يدل على خروجه عن مسماه. * (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله) * إخبار في معنى النهي كقوله تعالى
(٣٥٢)
مفاتيح البحث: الحج (1)، النهي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»