تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٣٢٥
إن فعلتم ما أمرتم به فقد تاب عليكم أو عطف على محذوف إن جعلته خطابا من الله تعالى لهم على طريقة الالتفات كأنه قال ففعلتم ما أمرتم به فتاب عليكم بارئكم وذكر البارىء وترتيب الأمر عليه إشعار بأنهم بلغوا غاية الجهالة والغباوة حتى تركوا عبادة خالقهم الحكيم إلى عبادة البقر التي هي مثل في الغباوة وأن من لم يعرف حق منعمه حقيق بأن لا يسترد منه ولذلك أمروا بالقتل وفك التركيب. * (إنه هو التواب الرحيم) * للذي يكثر توفيق التوبة أو قبولها من المذنبين ويبالغ في الإنعام عليهم. * (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك) * أي لأجل قولك أو لن نقر لك. * (حتى نرى الله جهرة) * عيانا وهي في الأصل مصدر قولك جهرت بالقراءة استعيرت للمعاينة ونصبها على المصدر لأنها نوع من الرؤية أو الحال من الفاعل أو المفعول وقرئ جهرة بالفتح على أنها مصدر كالغلبة أو جمع جاهر كالكتبة فيكون حالا من الفاعل قطعا والقائلون هم السبعون الذين اختارهم موسى عليه السلام للميقات وقيل عشرة آلاف من قومه والمؤمن به إن الله الذي أعطاك التوراة وكلمك أو إنك نبي. * (فأخذتكم الصاعقة) * لفرط العناد والنعت وطلب المستحيل فإنهم ظنوا أنه تعالى
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»