تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ١٦٤
ويجوز أن تكون الدعوى رفعا، و " أن قالوا " نصبا، كقول تعالى: " ليس البر أن تولوا (1) " برفع " البر " وقوله: " ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا (2) " برفع " عاقبة ".
قوله تعالى: فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين (6) فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين (7) قوله تعالى: (فلنسألن الذين أرسل إليهم) دليل على أن الكفار يحاسبون. وفي التنزيل " ثم إن علينا (3) حسابهم ". وفي سورة القصص " ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون (4) " يعني إذا استقروا في العذاب. والآخرة مواطن: موطن يسألون فيه للحساب. وموطن لا يسألون فيه. وسؤالهم تقرير وتوبيخ وإفضاح. وسؤال الرسل سؤال استشهاد بهم وإفصاح، أي عن جواب القوم لهم. وهو معنى قوله: " ليسأل الصادقين عن صدقهم (2) " على ما يأتي.
وقيل: المعنى " فلنسألن الذين أرسل إليهم " أي الأنبياء " ولنسألن المرسلين " أي الملائكة الذين أرسلوا إليهم. واللام في " فلنسألن " لام القسم وحقيقتها التوكيد. كذا (فلنقصن عليهم بعلم) قال ابن عباس: ينطق عليهم (5). (وما كنا غائبين) أي كنا شاهدين لأعمالهم.
ودلت الآية على أن الله تعالى عالم بعلم.
قوله تعالى: والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون (8) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون (9) قوله تعالى: (والوزن يومئذ الحق) ابتداء وخبر. ويجوز أن يكون " الحق " نعته، والخبر " يومئذ ". ويجوز نصب " الحق " على المصدر. والمراد بالوزن وزن أعمال العباد

(1) راجع ج 2 ص 237.
(2) راجع ج 14 ص 9 وص 129.
(3) راجع ج 20 ص 37.
(4) راجع ج 13 ص 315.
(5) عبارة الطبري: " ينطق لهم كتاب عملهم عليهم بأعمالهم.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»