تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ١٥٣
إدغام، ومن قرأ بقراءة أهل المدينة وأراد أن يسلم من اللحن وقف على " محياي " فيكون غير لاحن عند جميع النحويين. وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وعاصم الجحدري " ومحيي " بتشديد الياء الثانية من غير ألف، وهي لغة عليا مضر يقولون: قفي وعصي.
وأنشد أهل اللغة:
سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم (1) وقد تقدم. الثالثة - قال الكيا الطبري: قول تعالى: " قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم " إلى قوله: " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " استدل به الشافعي على افتتاح الصلاة بهذا الذكر، فإن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزل في كتابه، ثم ذكر حديث علي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال:
" وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين - إلى قوله - وأنا من المسلمين).
قلت: روي مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين. اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك. تباركت وتعاليت. أستغفرك وأتوب إليك).
الحديث. وأخرجه الدارقطني وقال في آخره: بلغنا عن النضر بن شميل وكان من العلماء باللغة وغيرها قال: معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (والشر ليس إليك) الشر ليس مما

(1) هذا صدر بيت لأبي ذؤيب. وعجزه كما في ج 1 ص 328.
* فتخرموا ولكل جنب مصرع *
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»