تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ١٢٥
الظاء وإسكان الفاء، ولم يذكر هذه القراءة وهي لغة. " وظفر " بكسرهما. والجمع أظفار وأظفور وأظافير (1)، قال الجوهري. وزاد النحاس عن الفراء أظافير وأظافره، قال ابن السكيت: يقال رجل أظفر بين الظفر إذا كان طويل الأظفار، كما يقال: رجل أشعر للطويل الشعر. قال مجاهد وقتادة: " ذي ظفر " ما ليس بمنفرج الأصابع من البهائم والطير، مثل الإبل والنعام والإوز والبط. وقال ابن زيد: الإبل فقط. وقال ابن عباس:
" ذي ظفر " البعير والنعامة، لأن النعامة ذات ظفر كالإبل. وقيل: يعني كل ذي مخلب من الطير وذي حافر من الدواب. ويسمى الحافر ظفرا استعارة. وقال الترمذي الحكيم:
الحافر ظفر، والمخلب ظفر، إلا أن هذا على قدره، وذاك على قدره وليس ههنا استعارة، ألا ترى أن كليهما يقص ويؤخذ منهما وكلاهما جنس واحد: عظم لين رخو. أصله من غذاء ينبت فيقص مثل ظفر الإنسان، وإنما سمي حافرا لأنه يحفر الأرض بوقعه عليها.
وسمي مخلبا لأنه يخلب الطير برؤوس تلك الإبر منها. وسمي ظفرا لأنه يأخذ الأشياء بظفره، أي يظفر به الآدمي والطير.
الثانية - قوله تعالى: (ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما) قال قتادة: يعني الثروب وشحم الكليتين، وقال السدي. والثروب جمع الثرب، وهو الشحم الرقيق الذي يكون على الكرش. قال ابن جريج: حرم عليهم كل شحم غير مختلط بعظم أو على عظم، وأحل لهم شحم الجنب والألية، لأنه على العصعص.
الثالثة - قوله تعالى: (إلا ما حملت ظهورهما) " ما " في موضع نصب على الاستثناء " ظهورهما " رفع " بحملت ". (أو الحوايا) في موضع رفع عطف على الظهور أي أو حملت حواياهما، والألف واللام بدل من الإضافة. وعلى هذا تكون الحوايا من جملة ما أحل. (أو ما اختلط بعظم) " ما " في موضع نصب عطف على " ما حملت " أيضا هذا أصح ما قيل فيه. وهو. قول الكسائي والفراء وأحمد بن يحيى. والنظر يوجب أن يعطف

(1) في الأصول: ".. أظافر وأظافره، مثل ضاربه وضوارب.. ". فقوله: مثل ضاربة وضوارب خطأ من النساخ.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»