تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ١٣٠
إياها حتى صار المقصود بقولها (أحضر (1)) كما أن (تعال (1)) أصلها أن يقولها المتعالي للمتسافل، فكثر استعمالهم إياها حتى صار المتسافل يقول للمتعالي تعال.
(فإن شهدوا) أي شهد بعضهم لبعض (فلا تشهد معهم) أي فلا تصدق أداء الشهادة إلا من كتاب أو على لسان نبي، وليس معهم شئ من ذلك.
قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصكم به لعلكم تعقلون (151) ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصكم به لعلكم تذكرون (152) وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصيكم به لعلكم تتقون (153) فيه أربع عشرة مسألة: الأولى - قوله تعالى: (قل تعالوا أتل) أي تقدموا واقرأوا حقا يقينا كما أوحى إلى ربي، لا ظنا ولا كذبا كما زعمتم. ثم بين ذلك فقال " ألا تشركوا به شيئا " يقال للرجل:
تعال، أي تقدم، وللمرأة تعالي، وللاثنين والاثنتين تعاليا، ولجماعة الرجال تعالوا، ولجماعة النساء تعالين، قال الله تعالى: " فتعالين أمتعكن (2) ". وجعلوا التقدم ضربا من التعالي

(1) من ب وك.
(2) راجع ج 14 ص 170.
(١٣٠)
مفاتيح البحث: الشهادة (4)، اليتم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»