تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ١١٢
قال عنترة:
ما راعني إلا حمولة أهلها * وسط الديار تسف حب الحمحم (1) وفعولة بفتح الفاء إذا كانت بمعنى الفاعل استوى فيها المؤنث والمذكر، نحو قولك: رجل فروقة وامرأة فروقة للجبان والخائف. ورجل صرورة وامرأة صرورة إذا لم يحجا، ولا جمع له. فإذا كانت بمعنى المفعول فرق بين المذكر والمؤنث بالهاء كالحلوبة والركوبة. والحمولة (بضم الحاء): الأحمال. وأما الحمول (بالضم بلا هاء) فهي الإبل التي عليها الهوادج، كان فيها نساء أو لم يكن، عن أبي زيد. " و فرشا " قال الضحاك: الحمولة من الإبل والبقر.
والفرش: الغنم. النحاس: واستشهد لصاحب هذا القول بقول: " ثمانية أزواج " قال:
ف‍ " ثمانية " بدل من قوله: " حمولة وفرشا ". وقال الحسن: الحمولة الإبل. والفرش: الغنم.
وقال ابن عباس: الحمولة كل ما حمل من الإبل والبقر والخيل والبغال والحمير. والفرش:
الغنم. وقال ابن زيد: الحمولة ما يركب، والفرش ما يؤكل لحمه ومحلب، مثل الغنم والفصلان والعجاجيل، سميت فرشا للطافة أجسامها وقربها من الفرش، وهي الأرض المستوية التي يتوطؤها الناس. قال الراجز:
أورثني حمولة وفرشا * أمشها في كل يوم مشا (2) وقال آخر:
وحوينا الفرش من أنعامكم * والحمولات وربات الحجل قال الأصمعي: لم أسمع له بجمع. قال: ويحتمل أن يكون مصدرا سمي به، من قولهم:
فرشها الله فرشا، أي بثها بثا. والفرش: المفروش من متاع البيت. والفرش: الزرع إذا فرش. والفرش: الفضاء الواسع. والفرش في رجل البعير: أتساع قليل، وهو محمود.
وافترش الشئ انبسط، فهو لفظ مشترك. وقد يرجع قول تعالى: " وفرشا " إلى هذا.
قال النحاس: ومن أحسن ما قيل فيهما أن الحمولة المسخرة المذللة للحمل. والفرش ما خلقه الله عز وجل من الجلود والصوف مما يجلس ويتمهد. وباقي الآية قد تقدم.

(1) الحمحم (بكسر الحاء ويقال بلخاء): نبات تعلف حبه الإبل.
(2) مش الناقة يمشها مشا: حلبها.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»