بالظهور التام والفيض العام الذي هو الرحمة الرحمانية ولهذا جعل فاعل الاستواء اسم الرحمن دون اسم آخر إذ لا يكون الاستواء بمعنى الظهور التام إلا به، ويمكن أن تؤول الأيام بالشهور الستة التي يتم فيها خلق سماوات أرواح الجنين وأرض جسده وما بينهما من القوى والاستواء بالظهور التام على عرش قلبه الذي كان على ماء النطفة قبل خلقه ما خلق في الشهر السابع الذي أنشأه فيه خلقا آخر بحصوله إنسانا، والرحمانية بعموم فيضه المعنوي والصوري من قلبه إلى جميع أجزاء وجوده * (فاسئل به خبيرا) * اسأل عارفا به يخبرك بحاله واسأله في حالة كونه عالما بكل شيء.
* (وإذا قيل لهم اسجدوا) * أي: إذا أمرتهم بالنفاء في جميع صفاته وطاعته بها أنكروا ولم يمتثلوا أمرك لقصور استعدادهم عن قبول هذا الفيض وعدم معرفتهم لهذا الاسم لعدم احتظائهم من جميع الصفات أو وجود احتجابهم عنها.
تفسير سورة الفرقان من [آية 61 - 66] * (تبارك الذي جعل في) * سماء النفس بروج الحواس * (وجعل فيها) * سراج شمس الروح وقمر القلب * (منيرا) * بنور الروح * (وهو الذي جعل) * ليل ظلمة النفس، ونهار نور القلب يعتقبان * (لمن أراد أن يذكر) * في نهار نور القلب العهد المنسي وينظر في المعاني والمعارف ويعتبر * (أو أراد) * في ليل ظلمة النفس * (شكورا) * بأعمال الطاعات واكتساب الأخلاق والملكات * (وعباد الرحمن) * أي: المخصوصون بقبول فيض هذا الاسم لسعة الاستعداد * (الذين يمشون على الأرض هونا) * أي: الذين اطمأنت نفوسهم بنور السكينة وامتنعت عن الطيش بمقتضى الطبيعة فهم هينون في الحركات البدنية لتمرن أعضائهم بهيئة الطمأنينة * (وإذا خاطبهم) * أهل السفاهة يسلمون مقالهم ولا يعارضونهم لامتلائهم بالرحمة وبعد حالهم عن ظهور النفس بالسفاهة وكبر نفوسهم بالتقوي بنور القلب عن أن تتأثر بالإيذاء وتضطرب.
* (والذين يبيتون) * أي: الذين هم في مقام النفس ميتون بالإرادة * (سجدا) * فانين بالرياضة قائمين بصفات القلب أحياء بحياته لله قائلين بلسان الحال الذي لا تتخلف عن دعائه الإجابة * (ربنا اصرف) *.
تفسير سورة الفرقان من [آية 67