تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٨٠
التامة المطلقة. فليقتدي به السالكون والواصلون والكاملون المكملون في سلوكهم وكونهم مع الحق وتكميلهم.
والترتيل هو أن يتخلل بين كل نجم وآخر مدة يمكن فيها تزايله في قلبه ويترسخ ويصير ملكة لا حالا.
تفسير سورة الفرقان من [آية 33 - 46] ومن هذا تبين معنى قوله: * (ولا يأتونك بمثل) * أي: صفة عجيبة * (إلا جئناك بالحق) * الذي يقمع باطل تلك الصفة كما قال: * (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه) * [الأنبياء، الآية: 18] وهو الفضيلة المقابلة لتلك الرذيلة * (وأحسن تفسيرا) * أي: كشفا بإظهار صفة إلهية تجلى بها لك تقوم مقامها فتكشفها، وبالحقيقة تلك الصفة الإلهية الكاشفة إياها هي تفسير الصفة الباطلة ومعاناتها فإن كل صفة نفسانية ظل ظلماني لصفة إلهية نورانية تنزلت في مراتب التنزلات واحتجبت وتضاءلت وتكدرت كالشهوة للمحبة والغضب للقهر وأمثالها.
* (الذين يحشرون على وجوههم) * لشدة ميل نفوسهم إلى الجهة السفلية فتنكست فطرتهم فبعثوا على صور وجوهها إلى الأرض يسحبون إلى نار الطبع * (أولئك شر مكانا) * من أن يقبلوا الحق الدامغ لباطل صفاتهم * (وأضل سبيلا) * من أن يهتدوا إلى صفات الله تعالى التي هي تفسير صفاتهم وكشفها.
* (أرأيت من اتخذ إلهه هواه) * كل محجوب بشيء واقف معه، فهو محب له،
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»