إلى الآية 78] * (ذلك) * الغفران عند ظهور النفس في المعاقبة أو التأييد والنصر عند رعاية العدالة فيها مع الانظلام في الكرة الثانية * (ب) * سبب * (أن الله يولج) * ليل ظلمة النفس في نور نهار القلب بحركتها واستيلائها عليه، فينبعث إلى المعاقبة * (ويولج) * نور نهار القلب في ظلمة النفس فيعفوا، وكل بتقديره وتصريف قدرته * (وأن الله سميع) * لنياتهم * (بصير) * بأعمالهم، يعاملهم على حسب أحوالهم.
* (ما قدروا الله حق قدره) * أي: ما عرفوه حق معرفته إذ نسبوا التأثير إلى غيره، وأثبتوا وجودا لغيره، إذ كل عارف به لا يعرف منه إلا ما وجد في نفسه من صفاته ولو عرفوه حق معرفته لكانوا فانين فيه، شاهدين لذاته وصفاته، عالمين أن ما عداه ممكن موجود بوجوده، قادر بقدرته لا بنفسه، فكيف له وجود وتأثير * (إن الله لقوي) * يقهر ما عداه بقوة قهره فيفنيه فلا وجود ولا قوة له * (عزيز) * يغلب كل شيء فلا قدرة له.
* (يا أيها الذين آمنوا) * الإيمان اليقيني * (اركعوا) * بفناء الصفات * (واسجدوا بفناء الذات واعبدوا ربكم) * في مقام الاستقامة بالوجود الموهوب، فإن من بقي منه بقية لم يمكنه أن يعبد الله حق عبادته إذ العبادة إنما تكون بقدر المعرفة * (وافعلوا الخير) * بالتكميل والإرشاد * (لعلكم تفلحون) * بالنجاة من وجود البقية والتلوين * (وجاهدوا في الله حق جهاده) * أي: بالغوا في المعبودية حتى لا تكون بأنفسكم وأنائيتكم وهو المبالغة في التحذير عن وجود التلوين لأن من نبض منه عرق الأنائية لم يجاهد في الله حق جهاده، إذ حق الجهاد فيه هو الفناء بالكلية بحيث لا عين له ولا أثر، وذلك هو الاجتهاد في ذاته.
* (هو اجتباكم) * بالوجود الحقاني لا غيره، فلا تلتفتوا إلى غيره بظهور أنائيتكم * (وما جعل عليكم في) * دينه * (من حرج) * من كلفة ومشقة في العبادة فإنه ما دامت النفس باقية أو يجد العابد من القلب والروح بقية ولم يستقر بنور التوحيد ولم يستحكم مقام التفريد لم يكن في العبادة روح تام وذوق عام، ولا يخلوا من حرج وضيق وكلفة ومشقة، وأما إذا تمكن في الاستقامة، وتصفى في المحبة التامة وجد السعة والروح.
* (ملة) * أي: أعني وأخص ملة * (أبيكم) * الحقيقي * (إبراهيم) * التي هي التوحيد المحض. ومعنى أبوته: كونه مقدما في التوحيد، مفيضا على كل موحد، فكلهم من