تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٥٤
سقطت عن هواها الذي هو حياتها وقوتها التي بها تستقل وتضطرب بقتلها في الله * (فكلوا) * استفيدوا من فضائلها وأفيدوا المستعدين والطالبين المتعرضين للطلب من المريدين * (كذلك سخرناها لكم) * بالرياضة * (لعلكم تشكرون) * نعمة الاستعداد والتوفيق باستعمالها في سبيل الله.
* (لن ينال الله لحوم فضائلها وكمالاتها ولا إفناؤها بإزالة أهوائها التي هي دماؤها * (ولكن يناله) * التجرد * (منكم) * عنها وعن صفاتها. فإن سبب الوصول هو التجرد والفناء في الله، لا حصول الفضائل مكان الرذائل. مثل ذلك التسخير بالرياضة * (سخرها لكم لتكبروا الله) * بالفناء فيه عنها وعن كل شيء على النحو الذي هداكم إليه بالتجريد والتفريد والسلوك في الطريقة إلى الحقيقة. * (وبشر المحسنين) * الشاهدين في العبودية عن البقاء والفناء حال الاستقامة والتمكين.
تفسير سورة الحج من [آية 38 - 41] * (إن الله يدافع) * ظلمة القوى النفسانية بالتوفيق * (عن الذين آمنوا) * من القوى الروحانية * (إن الله لا يحب كل خوان) * من القوى التي لم تؤد أمانة الله من كمالها المودع فيها بالطاعة فيها وخانت القلب بالغدر وعدم الوفاء بالعهد * (كفور) * باستعمال نعمة الله في معصيته.
* (أذن للذين يقاتلون) * الوهم والخيال وغيرهما من القوى الروحانية المجاهدين مع القوى النفسانية * (ب) * سبب أنهم * (انهم ظلموا) * باستيلاء صفات النفس واستعلائها * (الذين) * أي: المظلومين الذين * (أخرجوا) * من مقارهم ومناصبهم باستخدامها واستعبادها في طلب الشهوات واللذات البدنية * (بغير حق) * لهم عليهم موجب لذلك إلا للتوحيد الموجب للتعظيم والتمكين والتوجه إلى الحق والإعراض عن الباطل.
* (ولولا دفع الله) * ناس القوى النفسانية * (بعضهم ببعض) * كدفع الشهوانية بالغضبية وبالعكس، أو ناس القوى مطلقا كدفع النفسانية بالروحانية ودفع الوهمية بالعقلية والنفسانية بعضها ببعض كما ذكر * (لهدمت صوامع) * رهبان السر وخلواتهم * (وبيع) * نصارى القلب ومحال تجلياتهم * (وصلوات) * يهود الصدور ومتعبداتهم * (ومساجد) * مؤمني الروح ومقامات مشاهداتهم وفنائهم في الله * (يذكر فيها اسم الله) * الأعظم بالتخلق
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»