تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٥٧
إلى الغير في عذاب مهين من صفات النفوس والهيئات لاحتجاجهم عن عزة الله وكبريائه وصيرورتهم في ذل قهره.
* (والذين هاجروا) * عن مواطن النفوس ومقارها السفلية * (في سبيل الله ثم قتلوا) * بسيف الرياضة والشوق * (أو ماتوا) * بالإرادة والذوق * (ليرزقنهم الله) * من علوم المكاشفات وفوائد التجليات * (رزقا حسنا) * وليدخلنهم مقام الرضا * (وإن الله لعليم) * بدرجات استعداداتهم واستحقاقاتهم وما يجب أن يفيض عليهم من كمالاتهم * (حليم) * لا يعاجلهم بالعقوبة في فرطاتهم في التلوينات وتفريطاتهم في المجاهدات فيمنعهم مما تقتضيه أحوالهم ليمكنهم قبولهم ذلك. من راعى طريق العدالة في المكافأة بالعقوبة ثم مال إلى الانظلام لا إلى الظلم، لوجب في حكمة الله تأييده بالأمداد الملكوتية ونصرته بالأنوار الجبروتية، فإن الاحتياط في باب العدالة هو الميل إلى الانظلام لا إلى الظلم.
قال النبي عليه السلام: ' كن عبدا لله المظلوم ولا تكن عبدا لله الظالم '. * (إن الله لعفو) * يأمر بالعفو وترك المعاقبة * (غفور) * يغفر لمن لا يقدر على العفو.
تفسير سورة الحج من [آية 61
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»