في القيامة الوسطى والوصول إلى مقام الفطرة الأولى * (وإنا) * لصورة ذلك السعي لكاتبون في صحيفة قلبه فيظهر عليه عند التجرد أنوار الصفات وممتنع * (على قرية) * حكمنا بإهلاكها وشقاوتها في الأزل رجوعهم إلى الفطرة من الاحتجاب بصفات النفس في النشأة.
تفسير سورة الأنبياء من [آية 96 - 103] * (حتى إذا فتحت يأجوج) * القوى النفسانية * (ومأجوج) * القوى البدنية بانحراف المزاج وانحلال التركيب * (وهم من كل حدب) * من أعضاء البدن التي هي محالها ومقارها * (ينسلون) * بالذهاب والزوال * (واقترب الوعد الحق) * من وقوع القيامة الصغرى بالموت، فحينئذ شخصت أبصار المحجوبين لشدة الهول والفزع، داعين بالويل والثبور، ومعترفين بالظلم والقصور.
* (إنكم وما تعبدون) * أي: كل عابد منكم لشيء سوى الله محجوب به عن الحق، مرمي مع معبوده الذي وقف معه في طبقة من طبقات جهنم، البعد والحرمان على حسب مرتبة معبوده * (لهم فيها زفير) * من ألم الاحتجاب وشدة العذاب واستيلاء نيران الأشواق وطول مدة الحرمان والفراق * (وهم فيها لا يسمعون) * كلام الحق والملائكة لتكاثف الحجاب وشدة طرق مسامع القلب لقوة الجهل كما لا يبصرون الأنوار لشدة انطباق الظلمة وعمى البصيرة.
* (إن الذين سبقت لهم منا) * السعادة * (الحسنى) * وحكمنا بسعادتهم في القضاء السابق * (أولئك عنها مبعدون) * لتجردهم عن الملابس النفسانية والغشاوات الطبيعية * (لا يسمعون حسيسها) * لبعدهم عنها في الرتبة * (وهم في ما اشتهت) * ذواتهم من الجنات الثلاث وخصوصا المشاهدات في جنة الذات * (خالدون) * * (لا يحزنهم الفزع الأكبر) * بالموت في القيامة الصغرى ولا بتجلي العظمة والجلال في القيامة الكبرى * (وتتلقاهم الملائكة) * عند الموت بالبشارة أو عند البعث النفساني بالسلامة والنجاة، أو في القيامة الوسطى والبعث الحقيقي بالرضوان أو عند الرجوع إلى البقاء بعد الفناء حال الاستقامة بالسعادة التامة.