تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٣
سورة عبس بسم الله الرحمن الرحيم تفسير سورة عبس من [آية 1 - 10] * (عبس وتولى) * كان صلى الله عليه وسلم في حجر تربية ربه لكونه حبيبا فكلما ظهرت نفسه بصفة حجبت عنه نور الحق حتى تحرك بنفسه لا بالله. عوتب وأدب كما قال: ' أدبني ربي فأحسن تأديبي '، إلى أن تخلق بأخلاقه تعالى. فإن التخلق بأخلاقه كان بعد الوصول والفناء والتحقق به حال البقاء وهو الاستقامة وقت التمكين وانتفاء التلوين، فلما نظر بظاهر الحال إلى الكبراء وعظم في عينه غنى الأغنياء وأعرض عن الفقير اعتناء بالقوم وتقوى الإسلام بهم إن آمنوا، واحتقارا للفقير وايمانه، نبه بأن مثلك لا ينبغي أن ينظر إلى ظاهر الحال فيتشاغل عن المستعد الطالب الضعيف بالغني القوي بل يجب أن يكون نظرك مقصورا على الاستعداد وقبول الإيمان فتعتبر ذلك دون غيره ولا تحتجب بالظاهر عن الباطن عسى أن يكون الفقير المتلهى عنه عاملا بالتزكية والتحلية بالغا حد الكمال، فيصير مهديا هاديا لغيره. والغني المتصدى له لم يؤمن لعدم استعداده أو لاستكباره وعناده.
تفسير سورة عبس من [آية 11 - 32] * (وما عليك) * بأس في امتناعه عن الإسلام * (كلا) * ردع له عن ذلك، ولهذا روي أنه ما تعبس بعد نزول هذه الآية في وجه فقير قط، ولا تصدى لغني * (في صحف مكرمة) * عند الله هي ألواح النفوس السماوية التي نزل القرآن إليها أولا من اللوح المحفوظ كما ذكر * (مرفوعة) * القدر والمكان * (مطهرة) * عن دنس الطبائع وتغيراتها.
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»