بالنواصي) * فيعذبون من فوق ويحجبون ويحسبون مقيدين أسراء من جهة رذيلة الجهل المركب ورسوخ الاعتقادات الفاسدة * (والأقدام) * أي: يعذبون من أسفل، ويجرون ويسحبون على وجوههم، ويردون إلى قعر جهنم كما قيل: يهوي أحدهم فيها سبعين خريفا لرسوخ الهيئات البدنية والرذائل العملية من إفراط الحرص والشره والبخل والطمع وارتكاب الفواحش والآثام من قبيل الشهوة والغضب.
* (هذه جهنم) * قعر بئر أسفل سافلين من الطبيعة الجسمانية * (يطوفون بينها وبين حميم) * قد انتهى حره وإحراقه من الجهل المركب ولهذا قيل: يصب من فوق رؤوسهم الحميم، لأن العذاب المستحق من جهة العمل هو نار جهنم من تحت والمستحق من جهة العلم هو الحميم من فوق.
* (ولمن خاف مقام ربه) * أي: خاف قيامه على نفسه بكونه رقيبا، حافظا، مهيمنا عليه كما قال: * (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) * [الرعد، الآية: 33] أو خاف ربه كما يقال: خدمت حضرة فلان أي: نفسه * (جنتان) * إحداهما جنة النفس، والثانية جنة القلب لأن الخوف من صفات النفس ومنازلها عند تنورها بنور القلب * (ذواتا أفنان) * لتفنن شعبهما من القوى والصفات المورقة للأعمال والأخلاق المثمرة للعلوم والأحوال، فإن الأفنان هي المغصنات التي تشعبت عن فروع الشجر عليها الأوراق والثمار.
تفسير سورة الرحمن من [آية 50 - 59] * (فيهما عينان) * من الإدراكات الجزئية والكلية * (تجريان) * إليهما من جنة الروح تنبتان فيهما ثمرات المدركات وتجليات الصفات.
* (فيهما من كل فاكهة) * من مدركاتها اللذيذة * (زوجان) * أي: صنفان، صنف جزئي معروف مألوف وصنف كل غريب كل ما يدركه القلب من المعاني الكلية فله صورة جزئية في النفس وبالعكس * (متكئين على فرش) * هي مراتب كمالاتها ومقاماتها * (بطائنها من إستبرق) * أي: جهتها التي تلي السفل، أعني: النفس من هيئات الأعمال الصالحة من فضائل الأخلاق ومكارم الصفات ومحاسن الملكات، وظهائرها التي تلي الروح من سندس تجليات الأنوار ولطائف المواهب والأحوال الحاصلة من مكاشفات العلوم والمعارف كما هو في سورة * (الدخان) *.
* (وجنى الجنتين) * ثمراتها ومدركاتها * (دان) * قريب، كلما شاؤوا حيث كانوا على