تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ١٩٨
سورة المؤمن وهي غافر بسم الله الرحمن الرحيم تفسير سورة غافر من [آية 1 - 3] هذه * (حم) * أي: الحق المحتجب بمحمد فهو حق بالحقيقة، محمد بالخليقة، أحبه فظهر بصورته فكان ظهوره به * (تنزيل الكتاب) * المحمدي * (من الله) * أي: ذاته الموصوفة قد تجمع صفاته * (العزيز) * بستور جلاله حال كون الكتاب قرآنا * (العليم) * الظاهر بعلمه، فيكون فرقانا فقوله: (حم) معناه في الحقيقة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أي: الحق الباطن حقيقته الظاهر بمحمد هو تنزيل الكتاب الذي هو عين الجمع الجامع للكل المكنون بعزته في سرادقات جلاله المتنزل في مراتب غيوبه ومظاهر علية في الصورة المحمدية التي ظهر علمه بها في مظهر العقل الفرقاني.
* (غافر الذنب) * بظهور نوره وستره لظلمات النفوس والطبائع * (وقابل التوب) * برجوع الحقيقة المجردة من غواشي النشأة إليه * (شديد العقاب) * للمحجوب الواقف مع الغير بالشرك غير الراجع إليه بالتوحيد * (ذي الطول) * أي: الفضل بإفاضة الكمال الزائد على نور الاستعداد الأول على حسب قبوله * (لا إله إلا هو) * أولا وآخرا وظاهرا وباطنا معاقبا ومتفضلا * (إليه) * مصير الكل على كل الأحوال من الراجع التائب والواقف المعاقب إما إلى ذاته أو صفاته أو أفعاله كيف كان لا يخرج عن إحاطته شيء فيكون خارجا عن ذاته موجودا بوجود غير وجوده، أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) * [فصلت، الآية: 53] تفسير سورة غافر من [آية 4 - 7] * (ما يجادل في آيات الله إلا) * المحجوبون على الحق لأن غير المحجوب يقبلها
(١٩٨)
مفاتيح البحث: سورة غافر (2)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»